responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 190

صلوات اللّه عليه» ؟قالت: «بل صاحبة عبد الرحمن بن ملجم» . قال:

«أ ليس هو قتل عليا» ؟قالت: «بل مات بأجله» . قال: «و اللّه إني كنت أحب أن أراك فلما رأيتك نبت عيني عنك، و ما ومقك قلبي، و لا احلوليت في صدري» ، قالت: «أنت و اللّه قصير القامة، صغير الهامة، ضعيف الدعامة» ، كما قيل: «لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه» . فأنشأ كثيّر يقول:

رأت رجلا أودى السّفار بجسمه # فلم يبق إلاّ منطق و جناجن‌

قالت: «للّه درك ما عرفت إلاّ بعزّة تقصيرا بك» ، قال: و اللّه لقد سار لها شعري، و طار بها ذكري، و قرب من الخلفاء مجلسي، و إنها لكما قلت فيها:

و إن خفيت كانت لعينيك قرّة # و إن تبد يوما لم يعمّك عارها

من الخفرات البيض لم تر شقوة # و في الحسب المحض الرّفيع نجارها

فما روضة بالحزن طيبة الثّرى # يمجّ النّدى جثجاثها و عرارها [1]

بأطيب من فيها إذا جئت طارقا # و قد أوقدت بالمندل الرّطب نارها [2]

قالت: «و اللّه ما سمعت شعرا أضعف من شعرك هذا، و اللّه لو فعل هذا بزنجية طاب ريحها. أ لا قلت كما قال امرؤ القيس:

أ لم تر أني كلما جئت طارقا # و جدت بها طيبا و إن لم تطيّب‌

قال: «فللّه درّ بلادك» ، و خرج و هو يقول:

الحقّ أبلج لا تزيغ سبيله # و الحقّ يعرفه ذوو الألباب‌

قال: و قال المسيب راوية كثيّر: انطلق كثيّر مرة فقال لي: «هل لك في عكرمة بن عبد الرحمن بن هشام» ؟و هو يومئذ على حنظلة بن عمرو بن تميم، فقلت: «نعم» ، قال: فخرجنا نريده حتى إذا صدرنا عن المدينة،


[1] الجثجاث: نبات أصفر مر طيب الريح.

[2] المندل: العود الطيب.

نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست