responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل السائر في ادب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياءالدين    جلد : 2  صفحه : 99
فائدة التشبيه:
وأما فائدة التشبيه من الكلام فهي أنك إذا مثلت الشيء بالشيء، فإنما تقصد به إثبات الخيال في النفس بصورة المشبه به أو معناه، وذلك أوكد في طرفي الترغيب فيه، أو التنفير عنه.
ألا ترى أنك إذا شبهت صورة بصورة هي أحسن منها كان ذلك مثبتًا في النفس خيالًا حسنًا يدعو إلى الترغيب فيها.
وكذلك إذا شبهتها بصورة شيء أقبح منها كان ذلك مثبتًا في النفس خيالًا قبيحًا يدعو إلى التنفير عنها، وهذا لا نزاع فيه.
ولنضرب له مثالًا يوضحه فنقول: قد ورد عن ابن الرومي1 في مدح العسل، وذمه بيت من الشعر، وهو:
تقول هذا مجاج النحل تمدحه ... وإن تعب قلت: ذاقئ الزنابير2
ألا ترى كيف مدح وذم الشيء الواحد بتصريف التشبيه المجازي المضمر الأداة الذي

= بارع، وعالم جامع، قد برع في إبانه على أهل زمانه، فلم يتقدمه أحد في أوانه، وله كل بديعة تسحر الأوهام، ونستعبد الأفهام، وله ديوان شعر جيد. وله كتاب بين فيه سرقات أبي الطيب المتنبي، سماه "المنصف" وكانت وفاته يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الأول سنة ثلاث وتسعين وثلثمائة بمدينة تنيس. ودفن في المقبرة الكبرى في القبة التي بنيت له بها، ووكيع لقب جده أبي بكر محمد بن خلف، وكان فاضلا نبيلا فصيحا، من أهل القرآن والفقه والنحو والسير، وأيام الناس وأخبارهم، وله مصنفات كثيرة -انظر وفيات الأعيان 4/ 228 طبعة دار المأمون- "القاهرة".
1 ولد أبو الحسن علي بن العباسي الرومي ببغداد، وعاش فيها متأثرًا بمزاجه اليوناني، وبالثقافة العربية كذلك، فكان شعره صورة طريفة في الأدب العربي من حيث الابتكار، والتنسيق المنطقي والاستقصاء في أسلوب جزل متين، وقد أجاد فنون الشعر، وخاصة الوصف والهجاء، توفي ابن الرومي سنة 283هـ.
2 هذا البيت ثاني أبيات ثلاثة، وهذه مرتبة:
في زخرف القول تزيين لباطله ... والحق قد يعتريه سوء تعبير
تقول: هذا مجاج النحل تمدحه ... وإن تذم فقل خرء الزنابير
مدحا وذما جاوزت وصفهما ... حسن البيان يرى الظلماء كالنور
والمجاج: الربق ترميه من فيك، والعسل وقد يقال له مجاج النحل.
نام کتاب : المثل السائر في ادب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياءالدين    جلد : 2  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست