responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل السائر في ادب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياءالدين    جلد : 2  صفحه : 106
ولنرجع إلى ذكر ما أشرنا إليه أولًا في تقسيم التشبيه إلى الأربعة أقسام الأخرى التي هي: تشبيه مفرد بمفرد، وتشبيه مركب بمركب، وتشبيه مفرد بمركب، وتشبيه مركب بمفرد.
فالقسم الأول منها: كقوله تعالى في المضمر الأداة: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} 1، فشبه الليل باللباس، وذاك أنه يستر الناس بعضهم عن بعض لمن أراد هربًا من عدو، أو ثباتًا لعدو أو إخفاء ما لا يحب الاطلاع عليه من أمره.
وهذا من التشبيهات التي لم يأت بها إلا القرآن الكريم، فإن تشبيه الليل باللباس مما اختص به دون غيره من الكلام المنثور والمنظوم.
وكذلك قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} 2، فشبه المرأة باللباس للرجل، وشبه الرجل باللباس للمرأة.
ومن محاسن التشبيهات قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} 3، وهذا يكاد ينقله تناسبه عن درجة المجاز إلى الحقيقة، والحرث: هو الأرض التي تحرث للزرع، وكذلك الرحم يزدرع فيه الولد ازدراعًا كما يزدرع البذر في الأرض.
ومن هذا الأسلوب قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} 4، فشبه تبرأ

1 سورة النبأ: الآية 10.
2 سورة البقرة: الآية 187.
3 سورة البقرة: الآية 223.
4 سورة يس: الآية 37 والذي في الآية من قبيل الاستعارة، فقد طوى ذكر المستعار له، قال أبو هلال العسكري في هذه الآية: إن هذا الوصف إنما على ما يلوح للعين لا على حقيقة المعنى؛ لأن الليل والنهار اسمان يقعان على هذا الجو عند إظلامه لغروب الشمس، وإضاءته لطلوعها، وليسا على الحقيقة شيئين يسلخ أحدهما من الآخر إلا أنهما في رأي العين كأنهما ذلك، السلخ يكون في الشيء الملتحم بعضه ببعض، فلما كانت هوادي الصبح عند طلوعه كالملتحمة بأعجاز الليل أجرى عليها اسم السلخ، فكان أفصح من قوله: "يخرج"؛ لأن السلخ أدل على الالتحام المتوهم فيهما من الإخراج "الصناعتين 273"، وقد نقل ابن الأثير هذا الكلام بمعانيه، وأكثر ألفاظه كما ترى.
نام کتاب : المثل السائر في ادب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياءالدين    جلد : 2  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست