responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكامل في اللغه والادب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد    جلد : 3  صفحه : 41
واعمل أن للتشبيه حداً؛ لأن الأشياء1 تشابه من وجوه، وتباين من وجوه؛ فإنما ينظر إلى التشبيه من أين وقع2، فإذا شبه الوجه بالشمس والقمر فإنما يراد به الضياء والرونق، ولا يراد به3 العظم والإحراق. قال الله جل وعز: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} 4، والعرب تشبه النساء ببيض النعام، تريد نقاءه ورقة لونه5، قال الراعي:
كأن بيض نعام في ملاحفها ... إذا اجتلاهن قيظ ليله ومد6
وقيل للأوسية - وهي امرأة حكيمة في7 العرب - بحضرة عمر بن الخطاب رحمه الله: أي منظر أحسن? فقالت: قصور بيض، في حدائق خضر، فأنشد عمر بن الخطاب لعدي بن زيد:
كدمى العاج في المحاريب ... أو كالبيض في الروض زهره مستنير
وقال آخر:
كالبيض في الأدحي يلمع بالضحى8 ... فالحسن حسن والنعيم نعيم
وقال جرير:
ما استوصف الناس من شيء يروقهم9 ... إلا رأوا أم نوح فوق ما وصفوا
كأنها مزنة غراء رائحة ... أو درة ما يواري ضوءها الصدف10
المزنة: السحابة البيضاء خاصة، وجمعها مزن، قال الله جل وعز: {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} 11, فالمرأة تشبه بالسحابة لتهاديها وسهولة مرها، قال الأعشى:

1 ر: "فالأشياء", وما أثبته عن الأصل.
2 ر: "من حيث وقع".
3 ساقطه من ر.
4 سورة الصافات 49.
5 ر: "ونعمة لونه".
6 الملاحف: الأغطية, والومد: ندى يجئ في صميم الحر, من قبل البحر مع سكون الريح.
7 كذا في الأصل, وفي ر, س: "من العرب".
8 الأدحى: مبيض النعام تدحوه برجلها, ثم تبيض فيه.
9 ر: "عن شئ بروقهم", وما أثبته عن الاصل, س.
10 ر: "لا يوارى لونها".
11 سورة الواقعة 69.
نام کتاب : الكامل في اللغه والادب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد    جلد : 3  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست