نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 7 صفحه : 90
رجل لم تعرفيه، و قرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبدا، و احفظي له خصالا عشرا تكن لك ذخرا: أما الاولى و الثانية، فالخشوع له بالقناعة، و حسن السمع له و الطاعة؛ و أما الثالثة و الرابعة، فالتفقد لموضع عينه و أنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، و لا يشم منك إلا أطيب ريح؛ و أما الخامسة و السادسة فالتفقد لوقت منامه و طعامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، و تغيص النوم مغضبة؛ و أما السابعة و الثامنة، فالاحتفاظ بماله، و الإرعاء على حشمه و عياله، و ملاك الأمر في المال حسن التقدير، و في العيال حسن التدبير؛ و أما التاسعة و العاشرة فلا تعصنّ له أمرا، و لا تفشنّ له سرّا؛ فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره، و إن أفشيت سرّه لم تأمني غدره؛ ثم إياك و الفرح بين يديه إذا كان مهتما، و الكآبة بين يديه إذا كان فرحا.
فولدت له الحارث بن عمرو، جدّ امرئ القيس الشاعر.
زرارة و لقيط و ابنة ذي الجدين
الشيباني قال: حدثنا بعض أصحابنا، ان زرارة بن عدس نظر إلى ابنه لقيط فقال: مالي أراك مختالا؟كأنك جئتني بابنة ذي الجدّين أو مائة من هجائن [1]
النعمان!فقال: و اللّه لا يمسّ رأسي دهن حتى آتيك بهما أو أبلي عذرا!فانطلق حتى اتى ذا الجدين-و هو قيس بن مسعود الشيباني-فوجده جالسا في نادي قومه من شيبان، فخطب إليه ابنته علانية؛ فقال له: هلا ناجيتني؟قال: و من أنت؟قال:
لقيط بن زرارة، قال: لا جرم، لا تبيتن فينا عزبا و لا محروما!فزوّجه و ساق عنه المهر، و بنى بها من ليلته تلك.
ثم خرج إلى النعمان، فجاء بمائتين من هجائنه؛ و أقبل إلى أبيه و قد وفى نذره فبعث إليه قيس بن مسعود بابنته مع ولده بسطام بن قيس؛ فخرج لقيط يتلقاها في الطريق و معه ابن عم له يقال له قراد، فقال لقيط: