نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 7 صفحه : 35
و كيف ذلك؟قال: إن شئت أجملت و إن فصلت. قلت: أجمل. قال: كان يغني كلّ إنسان بما يشتهي، كأنه خلق من قلب كل إنسان.
و كان إبراهيم اول من وقع الإيقاع بالقضيب.
المغنون في بيت ابراهيم
و حدث يحيى بن محمد قال: بينا نحن على باب الرشيد ننتظر الإذن، اذ خرج الآذن فقال لنا: أمير المؤمنين يقرئكم السلام!قال: فانصرفنا، فقال لنا إبراهيم: تصيرون إلى منزلي!قال: فانصرفنا معه، قال: فدخلت دارا لم أر اشرف منها و لا أوسع، و إذا أنا بأفرشة خز مظهرة بالسنجاب، قال: فقعدنا، ثم دعا بقدح كبير فيه نبيذ، و قال:
اسقني بالكبير، إني كبير # إنما يشرب الصغير صغير
ثم قال:
اسقني قهوة بكوب كبير # ودع المأكلة للحمير
ثم شرب به، و أمر به فملئ و قال لنا: إن الخيل لا تشرب إلا بالصفير!ثم أمر بجوار فأحطن بالدار، فما شبهت أصواتهن إلا بأصوات طير في أجمة [1] يتجاوبن.
المأمون و إسحاق الموصلي
و قال إسحاق بن ابراهيم الموصلي: لما أفضت الخلافة إلى المأمون، أقام عشرين شهرا لم يسمع حرفا من الغناء، ثم كان أول من تغنى بحضرته أبو عيسى، ثم واظب على السماع، و سأل عني فجرّحني عنده بعض من حسدني فقال: ذلك رجل يتيه على الخلافة!فقال المأمون: ما أبقى هذا من التيه شيئا. و أمسك عن ذكري، و جفاني كلّ من كان يصلني، لما ظهر من سوء رأيه، فأضرّ ذلك بي، حتى جاءني يوما علّوية،