نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 7 صفحه : 239
الجاحظ و غيره من صنيع
الجاحظ قال: دعا أبو عبيد اللّه الواسطي إلى صنيع، فدعاني، فدعوت أبا الفلوسكيّ، فلما كان من الغد صبح الفلوسكي الجاحظ فقال له: أ ما تذهب بنا هناك يا أبا عثمان؟قال: نعم. قال فذهبنا حتى أتينا دار صاحب الصنيع، و لم يكن علينا كسوة رائعة و لا تحتنا دواب فتدخل تجاهنا، فوجدنا البواب ذا غلظ و جفاء، فمنعنا، فانحدرنا في جانب الإيوان ننتظر احد يعلم أبا عبد اللّه الواسطي بنا؛ فلما أخبر خرج إلينا يتلقانا، فتقدمني الفلوسكي و تقدمه حتى أتى صدر المجلس؛ فقعد فيه؛ ثم قال لي: هاهنا عندنا يا أبا عثمان!فلما خلونا ثلاثتنا قلت للفلوسكي: كيف تسمي العرب من أمالت إلي أنفسها؟قال الفلوسكي: تسميه ضيفا. فقال له الجاحظ: و كيف تسمي من أماله الضيف؟قال: تسميه ضيفنا. قال الجاحظ: و كيف تسمي من أماله الضيفن؟ قال: ما لمثل هذا عند العرب تسمية. قال الجاحظ: فقلت: قد رضيت أن تكون في منزلة من التطفيل لم تجد لها العرب اسما، ثم تتحكم تحكّم صاحب البيت.
باب من أخبار المحارفين
منهم أبو الشمقمق الشاعر، و كان أديبا ظريفا و محارفا [1] ، و كان صعلوكا متبرما بالناس، و قد لزم بيته في أطمار مسحوقة، و كان إذا استفتح عليه أحد بابه، خرج فينظر من فروج الباب، فإن أعجبه الواقف فتح له و إلا سكت عنه؛ فأقبل إليه يوما بعض إخوانه الملطفين له، فدخل عليه فلما رأى سوء حاله قال له: أبشر أبا الشمقمق، فإنا روينا في بعض الحديث: «إن العارين في الدنيا هم الكاسون يوم القيامة» . فقال: إن صح و اللّه هذا الحديث كنت أنا في ذلك اليوم بزّازا [2] !ثم أنشأ يقول: