و كيف تناسي من كأنّ كلامه # بأذني و لو عرّيت قرط معلّق
و قال بشار أيضا:
و بكر كنوّار الربيع حديثها # يروق بوجه واضح و قوام [1]
و قال آخر:
كأنما عسل رجعان منطقها # إن كان رجع كلام يشبه العسلا [2]
و حديث كأنه زهر الرو # ض و فيه الصّفراء و الحمراء
قولهم في الرياض
أنشد أحمد بن جدار للمعلي الطائي:
كأنّ عيون الرّوض يذرفن بالنّدى # عيون يراسلن الدموع على غدر
و قال البحتري:
شقائق يحملن النّدى فكأنه # دموع التّصابي في خدود الخرائد [3]
و من لؤلؤ كالاقحوان منضّد # على نكت مصفرّة كالفرائد [4]
و قال أيضا:
و قد نبّه النّيروز في غلس الدّجى # أوائل ورد كنّ بالامس نوّما
يفتّقه برد النّدى فكأنه # يبثّ حديثا كان قبل مكتّما [5]
و من شجر ردّ الرّبيع لباسه # عليها كما نشّرت وشيا منمنما
و قال أعشى بكر:
ما روضة من رياض الحسن معشبة # خضراء جاد عليها مسبل هطل [6]
[1] النّوار: الزهر.
[2] الرجع: الصدى.
[3] الخرائد: جمع خريدة: و هي التي لان صوتها و ظهر فيه أثر الحياء.
[4] المنضّد: الذي ضم بعضه الى بعض متّسقا.
[5] بثّ الحديث: أظهره. و البثّ: أشد الحزن الذي لا يصبر عليه صاحبه فيبثه.
[6] المسبل: المطر الهاطل.