نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 6 صفحه : 146
قال: أنت القائل: «همّت» ؟قال: نعم. قال: لست له. ثم قام حسان بن ثابت، فقال يا رسول اللّه ائذن لي فيه. و أخرج لسانه فضرب به أرنبة [1] أنفه و قال: و اللّه يا رسول اللّه إنه ليخيّل لي أني لو وضعته على حجر لفلقه، أو شعر لحلقه!فقال أنت له، اذهب إلى أبي بكر يخبرك بمثالب القوم، ثم اهجهم و جبريل معك. فقال يردّ على أبي سفيان:
ألا أبلغ أبا سفيان عني # مغلغلة فقد برح الخفاء [2]
هجوت محمدا فأجبت عنه # و عند اللّه في ذاك الجزاء
أ تهجوه و لست له بندّ # فشرّكما لخيركما الفداء
فمن يهجو رسول اللّه منكم # و يطريه و يمدحه سواء
لنا في كلّ يوم من معدّ # سباب أو قتال أو هجاء
لساني صارم لا عيب فيه # و بحري لا تكدّره الدلاء
فإن أبي و والده و عرضي # لعرض محمد منكم وقاء
ابن ياسر و يمني
و قال رجل من أهل اليمن: دخلت الكوفة فأتيت المسجد، فإذا بعمار بن ياسر و رجل ينشده هجاء معاوية و عمرو بن العاص، و هو يقول: ألصق بالعجوزين! [3]
قلت له: سبحان اللّه!أ تقول هذا و أنتم أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و سلّم؟قال: إن شئت فاجلس و إن شئت فاذهب!فجلست، فقال: أ تدري ما كان يقول لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لما هجانا اهل مكة؟قلت: لا أدري. قال: كان يقول لنا: قولوا لهم مثل ما يقولون لكم.
و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لحسان بن ثابت: لقد شكر اللّه لك بيتا قلته و هو:
زعمت سخينة ان تغالب ربّها # و ليغلبنّ مغالب الغلاّب