نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 6 صفحه : 105
فهل عندك سيف فيه صرامة؟قال: نعم. قال: هات سيفك أنظر إليه أ صارم هو؟ فأعطاه إياه، فهزه البراض ثم ضربه به حتى قتله، و وضع السيف خلف الباب، و أقبل على الغنوي، فقال: ما وراءك؟قال: لم أر أجبن من صاحبك، تركته قائما في الباب الذي فيه الرجل، و الرجل نائم، لا يتقدم إليه و لا يتأخر عنه!قال الغنوي: يا لهفاه! لو كان أحد ينظر راحلتينا!قال البراض: هما عليّ إن ذهبتا، فانطلق الغنوي.
و البراض خلفه، حتى إذا جاوز الغنوي باب الخربة أخذ البراض السيف من خلف الباب ثم ضربه به حتى قتله، و أخذ سلاحيهما و راحلتيهما ثم انطلق.
و بلغ قريشا خبر البراض بسوق عكاظ، فخلصوا نجيا، و اتبعتهم قيس لمّا بلغهم أن البراض قتل عروة الرّحال، و علم قيس أبو براء عامر بن مالك، فأدركوهم و قد دخلوا الحرم، و نادوهم: يا معشر قريش، إنا نعاهد اللّه أن لا نبطل دم عروة الرحال أبدا و نقتل به عظيما منكم، و ميعادنا و إياكم هذه الليالي من العام المقبل، فقال حرب بن أمية لأبي سفيان ابنه: قل لهم إن موعدكم قابل في هذا اليوم. فقال خداش بن زهير في هذا اليوم، و هو يوم نخلة:
يا شدّة ما شددنا غير كاذبة # على سخينة لو لا البيت و الحرم