responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 6  صفحه : 102

الفجار الثاني‌

كان الفجار الثاني بين قريش و هوازن، و كان الذي هاجه أن فتية من قريش قعدوا إلى امرأة من بني عامر بن صعصعة وضيئة [1] و حسانة بسوق عكاظ. و قالوا:

بل طاف بها شباب من بني كنانة و عليها برقع و هي في درع‌ [2] فضل، فأعجبهم ما رأوا من هيئتها، فسألوها أن تسفر عن وجهها فأبت عليهم، فأتى أحدهم من خلفها فشد دبر درعها بشوكة إلى ظهرها و هي لا تدري، فلما قامت تقلص الدرع عن دبرها، فضحكوا و قالوا: منعتنا النظر إلى وجهها فقد رأينا دبرها!فنادت المرأة يا آل عامر!فتحاور الناس، و كان بينهم قتال و دماء يسيرة، فحملها حرب بن أمية و أصلح بينهم.

الفجار الثالث‌

و هو بين كنانة و هوازن: و كان الذي هاجه أن رجلا من بني كنانة كان عليه دين لرجل من بني نصر بن معاوية، فأعدم الكناني، فوافى النصري بسوق عكاظ بقرد فأوقفه في سوق عكاظ، و قال: من يبيعني مثل هذا بمالي على فلان!حتى أكثر من ذلك، و إنما فعل ذلك النصري تعييرا للكناني و لقومه، فمرّ به رجل من بني كنانة فضرب القرد بسيفه فقتله، فهتف النصري: يا آل هوازن!و هتف الكناني: يا آل كنانة!فتهايج الناس حتى كاد أن يكون بينهم قتال، ثم رأوا الخطب يسيرا فتراجعوا و لم يفقم الشر بينهم.

قال أبو عبيدة: فهذه الأيام تسمى فجارا، لأنها كانت في الأشهر الحرم، و هي الشهور التي يحرّمونها ففجروا فيها، فلذلك سميت فجارا و هذه يقال لها الفجار الأول.


[1] وضيئة: الحسنة الجميلة.

[2] درع المرأة: القميص الذي يلي جسدها.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 6  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست