responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 98

احتجاج علي و أهل بيته في الحكمين‌

أبو الحسن قال: لما انقضى أمر الحكمين و اختلف أصحاب علي، قال بعض الناس: ما منع أمير المؤمنين أن يأمر بعض أهل بيته فيتكلم؟فإنه لم يبق أحد من رؤساء العرب إلا و قد تكلم. قال: فبينما عليّ يوما على المنبر إذ التفت إلى الحسن ابنه فقال: قم يا حسن فقل في هذين الرجلين: عبد اللّه بن قيس و عمرو ابن العاص. فقام الحسن، فقال:

«أيها الناس، إنكم قد أكثرتم في هذين الرجلين، و إنما بعثا ليحكما بالكتاب دون الهوى، فحكما بالهوى دون الكتاب؛ و من كان هكذا لم يسم حكما، و لكنه محكوم عليه؛ و قد أخطأ عبد اللّه بن قيس إذ جعلها لعبد اللّه بن عمر، فأخطأ في ثلاث خصال: واحدة، أنه خالف أباه، إذ لم يرضه لها و لا جعله من أهل الشورى؛ و أخرى، أنه لم يستأمر في نفسه؛ و ثالثة، أنه لم يجتمع عليه المهاجرون و الأنصار الدين يعقدون الإمارة و يحكمون بها على الناس. و أما الحكومة فقد حكّم النبي عليه الصلاة و السلام سعد بن معاذ في بني قريظة، فحكم بما يرضي اللّه به و لا شك، و لو خالف لم يرضه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

ثم جلس، فقال لعبد اللّه بن عباس: قم. فقام عبد اللّه بن عباس، فقال بعد أن حمد اللّه و أثنى عليه:

أيها الناس، إن للحق أهلا أصابوه بالتوفيق، و الناس بين راض به و راغب عنه، فإنه بعث عبد اللّه بن قيس يهدي إلى ضلالة، و بعث عمرو بضلالة إلى هدى فلما التقيا رجع عبد اللّه بن قيس عن هداه، و ثبت عمرو على ضلالة؛ و ايم اللّه لئن كانا حكما بما سارا به لقد سار عبد اللّه و علي إمامه، و سار عمرو و معاوية إمامه، فما بعد هذا من غيب ينتظر.

فقال عليّ لعبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب: قم. فقام فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال:

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست