نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 97
قاطن، فاستل اللّه يقلك[عثرتك]فإن اللّه يغفر و لا يغفل، و أحب عباده إليه التوابون. و كتبه سماك بن حرب.
فكتب إليه أبو موسى:
سلام عليك؛ فإنه و اللّه لو لا أني خشيت أن يرفعك مني منع الجواب إلى أعظم مما في نفسك، لم أجبك؛ لأنه ليس لي عندك عذر ينفعني و لا قوّة تمنعني، و أما قولك و لزومي بيت اللّه الحرام غير حاج و لا قاطن، فإني اعتزلت أهل الشام و انقطعت عن أهل العراق، و أصبت أقواما صغّروا من ذنبي ما عظّمتم، و عظّموا من حقي ما صغّرتم؛ إذ لم يكن لي منكم وليّ و لا نصير.
و كان عليّ بن أبي طالب إذ وجه الحكمين قال لهما: إنما حكمناكما بكتاب اللّه فتحييا ما أحيا القرآن، و تميتا ما أمات. فلما كاد عمرو بن العاص على أبي موسى، اضطرب الناس على عليّ و اختلفوا، و خرجت الخوارج، و قالوا لا حكم إلا للّه! فجعل علي يتمثل بهذه الأبيات:
أبو الحسن قال: لما قدم أبو الأسود الدؤلي على معاوية عام الجماعة، قال له معاوية: بلغني يا أبا الأسود أن علي بن أبي طالب أراد أن يجعلك أحد الحكمين؛ فما كنت تحكم به؟قال: لو جعلني أحدهما لجمعت ألفا من المهاجرين و أبناء المهاجرين و ألف من الأنصار و أبناء الأنصار ثم ناشدتهم اللّه: آلمهاجرون و أبناء المهاجرين أولى بهذا الأمر أو الطلقاء؟قال له معاوية: للّه أبوك!أيّ حكم كنت تكون لو حكّمت!