responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 93

و قالوا: لما قدم عمرو بن العاص على معاوية و قام معه في شأن علي بعد أن جعل له مصر طعمة. قال له: إن بأرضك رجلا له شرف و اسم، و اللّه إن قام معك استهويت به قلوب الرجال؛ و هو عبادة بن الصامت. فأرسل إليه معاوية، فلما أتاه وسّع له بينه و بين عمرو بن العاص، فجلس بينهما، فحمد اللّه معاوية و أثنى عليه، و ذكر فضل عبادة و سابقته، و ذكر فضل عثمان و ما ناله، و حضّه على القيام معه؛ فقال عبادة: قد سمعت ما قلت، أ تدريان لم جلست بينكما في مكانكما؟قالا: نعم، لفضلك و سابقتك و شرفك. قال: لا و اللّه، ما جلست بينكما لذلك، و ما كنت لأجلس بينكما في مكانكما؛ و لكن بينا نحن نسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في غزاة تبوك، إذ نظر إليكما تسيران و أنتما تتحدّثان، فالتفت إلينا فقال: إذا رأيتموهما اجتمعا ففرّقوا بينهما؛ فإنما لا يجتمعان على خير أبدا!و أنا أنهاكما عن اجتماعكما؛ فأمّا ما دعوتماني إليه من القيام معكما، فإنّ لكما عدوّا هو أغلظ أعدائكما عليكما، و أنا كامن من ورائكم في ذلك العدو، إن اجتمعتم على شي‌ء دخلت فيه.

أمر الحكمين‌

أبو الحسن قال: لما كان يوم الهرير، و هو أعظم يوم بصفين، زحف أهل العراق على أهل الشام فأزالوهم عن مراكزهم، حتى انتهوا إلى سرادق‌ [1] معاوية، فدعا بالفرس و همّ بالهزيمة، ثم التفت إلى عمرو بن العاص و قال له: ما عندك؟قال: تأمر بالمصاحف فترفع في أطراف الرماح، و يقال: هذا كتاب اللّه يحكم بيننا و بينكم...

فلما نظر أهل العراق إلى المصاحف، ارتدعوا و اختلفوا: قال بعضهم: نحاكمهم إلى كتاب اللّه، و قال بعضهم: لا نحاكمهم، لأنا على يقين من أمرنا و لسنا على شك.

ثم أجمع رأيهم على التحكيم، فهمّ عليّ أن يقدّم أبا الأسود الدئلي، فأبى الناس عليه؛ فقال له ابن عباس: اجعلني أحد الحكمين، فو اللّه لأفتلنّ لك حبلا لا ينقطع


[1] السرادق: كل ما أحاط بشي‌ء من حائط أو مضرب. و الفسطاط يجتمع فيه الناس لعرس أو مأتم و غيرهما.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست