responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 86

فأجابه سعد:

أما بعد، فإن عمر رضي اللّه عنه لم يدخل في الشورى إلا من تحل له الخلافة، فلم يكن أحد أولى بها من صاحبه إلا باجتماعنا عليه، غير أن عليا كان فيه ما فينا، و لم يكن فينا ما فيه، و لو لم يطلبها و لزم بيته لطلبته العرب و لو بأقصى اليمن؛ و هذا الأمر قد كرهنا أوله، و كرهنا آخره؛ و أما طلحة و الزبير فلو لزما بيوتهما لكان خيرا لهما، و اللّه يغفر لأم المؤمنين ما أتت.

و كتب معاوية إلى قيس بن سعد بن عبادة:

أما بعد، فإنما أنت يهودي بن يهودي، إن ظفر أحبّ الفريقين إليك عزلك و استبدل بك؛ و إن ظفر أبغض الفريقين إليك قتلك و نكّل بك؛ و قد كان أبوك أوتر [1] قوسه و رمى غرضه، فأكثر الحز و أخطأ المفصل، فخذله قومه، و أدركه يومه، ثم مات طريدا بحوران.

فأجابه قيس:

أما بعد، فأنت وثني، ابن وثني دخلت في الإسلام كرها، و خرجت منه طوعا، لم يقدم إيمانك، و لم تحذر نفاقك؛ و نحن أنصار الدين الذي خرجت منه و أعداء الدين الذي دخلت فيه!و السلام.

و خطب عليّ بن أبي طالب أصحابه يوم صفين، فقال:

أيها الناس، إن الموت طالب لا يعجزه هارب، و لا يفوته مقيم؛ اقدموا و لا تنكلوا [2] ، فليس عن الموت محيص‌ [3] ، و الذي نفس ابن أبي طالب بيده: إن ضربة سيف أهون من موت الفراش.


[1] أوتر القوس: جعل لها وترا، و شدّ وترها.

[2] نكل عن الأمر: جبن و نكص.

[3] محيص: مهرب.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست