نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 85
و كتب عبد الرحمن بن الحكم إلى معاوية:
ألا أبلغ معاوية بن حرب # كتابا من أخي ثقة يلوم
فإنك و الكتاب إلى عليّ # كدابغة و قد حلم الأديم [1]
يوم صفين
أبو بكر بن أبي شيبة قال: خرج عليّ بن أبي طالب من الكوفة إلى معاوية في خمسة و تسعين ألفا، و خرج معاوية من الشام في بضعة و ثمانين ألفا، فالتقوا بصفين؛ و كان عسكر علي يسمى الزحزحة، لشدّة حركته؛ و عسكر معاوية يسمى الخضرية، لاسوداده بالسلاح و الدروع.
أبو الحسن قال: كانت أيام صفين كلها موافقة و لم تكن هزيمة بين الفريقين إلا على حامية ثم يكرّون.
أبو الحسن قال: كان منادي عليّ يخرج كل يوم و ينادي: أيها الناس، لا تجهزنّ علي جريح، و لا تتّبعنّ مولّيا [2] ، و لا تسلبنّ قتيلا، و من ألقى سلاحه فهو آمن.
أبو الحسن قال: خرج معاوية إلى عليّ يوم صفين، و لم يبايعه أهل الشام بالخلافة، و إنما بايعوه على نصرة عثمان و الطلب بدمه؛ فلما كان من أمر الحكمين ما كان، بايعوه بالخلافة؛ فكتب معاوية إلى سعد بن أبي وقاص يدعوه إلى القيام معه في دم عثمان:
سلام عليك؛ أما بعد، فإن أحق الناس بنصرة عثمان أهل الشورى من قريش الذين أثبتوا حقه، و اختاروه على غيره؛ و[قد]نصره طلحة و الزبير، و هما شريكاك في الأمر[و الشورى]، و نظيراك في الإسلام؛ و خفّت لذلك أمّ المؤمنين، فلا تكره ما رضوا، و لا تردّ ما قبلوا، و إنما نريد أن نردها شورى بين المسلمين و السلام.