responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 80

أخبار عليّ و معاوية

كتب علي بن أبي طالب إلى جرير بن عبد اللّه، و كان وجّهه إلى معاوية في أخذ بيعته؛ فأقام عنده ثلاثة أشهر يماطله بالبيعة، فكتب إليه عليّ:

سلام عليك؛ فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل معاوية على الفصل، و خيّره بين حرب مجلية أو سلم مخزية، فإن اختار الحرب فانبذ إليهم على سواء إنّ اللّه لا يحبّ الخائنين، و إن اختار السّلم فخذ بيعته و أقبل إليّ.

و كتب عليّ إلى معاوية بعد وقعة الجمل:

سلام عليك؛ أمّا بعد، فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتك و أنت بالشام؛ لأنه بايعني [القوم‌]الذين بايعوا أبا بكر، و عمر، و عثمان، على ما بويعوا عليه؛ فلم يكن للشاهد أن يختار و لا للغائب أن يردّ، و إنما الشورى للمهاجرين و الأنصار، فإذا اجتمعوا على رجل و سمّوه إماما كان ذلك للّه رضا، و إن خرج عن أمرهم خارج ردّوه إلى ما خرج عنه، فإن أبي قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين، و ولاه اللّه ما تولّى، و أصلاه جهنّم و ساءت مصيرا.

و إن طلحة و الزبير بايعاني ثم نقضا بيعتهما، و كان نقضهما كردّتهما فجاهدتهما بعد ما أعذرت إليهما، حتى جاء الحقّ و ظهر أمر اللّه و هم كارهون؛ فادخل فيما دخل فيه المسلمون؛ فإن أحب الأمور إليّ قبولك العافية. و قد أكثرت في قتلة عثمان، فإن أنت رجعت عن رأيك و خلافك و دخلت فيما دخل فيه المسلمون، ثم حاكمت القوم إليّ، حملتك و إياهم على كتاب اللّه؛ و أما تلك التي تريدها فهي خدعة الصبي عن اللبن. و لعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك، لتجدنّني أبرأ قريش من دم عثمان.

و اعلم أنك من الطلقاء [1] الذين لا تحل لهم الخلافة، و لا يدخلون في الشورى؛ و قد بعثت إليك و الي من قبلك جرير بن عبد اللّه، و هو من أهل الإيمان و الهجرة؛ فبايعه، و لا قوة إلا باللّه.


[1] الطلقاء: الذين خلي عنهم يوم فتح مكة و اطلقوا و لم يسترقوا.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست