نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 63
كان علي بن أبي طالب إذا دخل بيت المال و نظر إلى ما فيه من الذهب و الفضة قال:
ابيضّي و اصفرّي و غرّي غيري # إني من اللّه بكلّ خير
و دخل رجل على الحسن بن أبي الحسن البصري فقال: يا أبا سعيد، أنهم يزعمون أنك تبغض عليّا؟قال: فبكى الحسن حتى اخضلّت لحيته، ثم قال: كان علي بن أبي طالب سهما صائبا من مرامي اللّه على عدوه، و ربانيّ هذه الأمة و ذا فضلها و سابقتها، و ذا قرابة قريبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، لم يكن النّومة [1] عن رسول اللّه، و لا الملولة في ذات اللّه، و لا السّروقة [2] لمال اللّه؛ أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة، و أعلام بينة، ذلك عليّ بن أبي طالب يا لكع.
يوم الجمل
أبو اليقظان قال: قدم طلحة بن عبيد اللّه، و الزبير بن العوام، و عائشة أم المؤمنين البصرة؛ فتلقاهم الناس بأعلى المربد، حتى لو رموا بحجر ما وقع إلا على رأس إنسان؛ فتكلم طلحة، و تكلمت عائشة، و كثر اللغط؛ فجعل طلحة يقول: أيها الناس، أنصتوا!و جعلوا يرهجون و لا ينصتون، فقال: أف!أف!فراش نار و ذباب طمع! و كان عثمان بن حنيف الأنصاري عامل عليّ بن أبي طالب على البصرة، فخرج إليهم في رجاله و من معه؛ فتواقفوا حتى زالت الشمس، ثم اصطلحوا و كتبوا بينهم كتابا: أن يكفوا عن القتال حتى يقدم عليّ بن أبي طالب، و لعثمان بن حنيف دار الإمارة، و المسجد الجامع، و بيت المال؛ فكفّوا.
و وجه علي بن أبي طالب الحسن ابنه، و عمار بن ياسر، إلى أهل الكوفة يستنفرانهم، فنفر معهما سبعة آلاف من أهل الكوفة؛ فقال عمار: أما و اللّه إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا و الآخرة، و لكن اللّه ابتلاكم بها لتتبعوه أو تتبعوها.