responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 59

عليه قال له: إن أباك يرى أن أحدا لا يعلم ما يعلم، و نحن أعلم بما نفعل، فكف عنا! فلم يبعث عليّ ابنه في شي‌ء بعد ذلك.

و ذكروا أن عثمان صلى العصر ثم خرج إلى عليّ يعوده في مرضه و مروان معه، فرآه ثقيلا؛ فقال: أما و اللّه لو لا ما أرى منك ما كنت أتكلم بما أريد أن أتكلم به، و اللّه ما أدري أي يوميك أحبّ إليّ أو أبغض، أ يوم حياتك أو يوم موتك!أما و اللّه لئن بقيت لا أعدم شامتا يعدّك كنفا [1] ، و يتخذك عضدا [2] ؛ و لئن مت لأفجعن بك؛ فحظي منك حظ الوالد المشفق من الولد العاق: إن عاش عقه، و إن مات فجعه! فليتك جعلت لنا من أمرك علما نقف عليه و نعرفه، إمّا صديق مسالم، و إمّا عدوّ معان، و لم تجعلني كالمختنق بين السماء و الأرض، لا يرقى بيد، و لا يهبط برجل!أما و اللّه لئن قتلتك لا أصيب منك خلفا، و لئن قتلتني لا تصيب مني خلفا: و ما أحب أن أبقى بعدك!. قال مروان: إي و اللّه، و أخرى، إنه لا ينال ما وراء ظهورنا حتى تكسر رماحنا و تقطع سيوفنا؛ فما خير العيش بعد هذا؟فضرب عثمان في صدره و قال: ما يدخلك في كلامنا؟فقال عليّ: إني و اللّه في شغل عن جوابكما، و لكني أقول كما قال أبو يوسف‌ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اَللََّهُ اَلْمُسْتَعََانُ عَلى‌ََ مََا تَصِفُونَ [3] .

و قال عبد اللّه بن العباس: أرسل إليّ عثمان فقال لي: اكفني ابن عمّك!فقلت: إن ابن عمي ليس بالرجل يرى له و لكنه يرى لنفسه، فأرسلني إليه بما أحببت. قال: قل له فليخرج إلى ماله بينبع، فلا أغتم به و لا يغتم بي فأتيت عليا فأخبرته، فقال: ما اتّخذني عثمان إلا ناصحا. ثم أنشد يقول:

فكيف به أنّي أداوي جراحه # فيدوى فلا مل الدواء و لا الداء

أما و اللّه إنه ليختبر القوم، فأتيت عثمان، فحدّثته الحديث كله إلا البيت الذي أنشده و قوله إنه ليختبر القوم؛ فأنشد عثمان:


[1] الكنف: الجناح و الظل، و كنفا الرجل حصناه عن يمينه و شماله.

[2] العضد: المعين.

[3] سورة يوسف الآية 18.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست