responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 51

أمرهم إلى علي، و محمد بن أبي بكر، و عمار بن ياسر، و طلحة و الزبير، فأمروهم بقتله؛ و كان معهم من القبائل: خزاعة، و سعد بن بكر، و هذيل، و طوائف من جهينة و مزينة و أنباط يثرب؛ فهؤلاء كانوا أشدّ الناس عليه.

ثم إنه حصر فرشق بالنّبل و الحجارة، فجرح ممن كان في الدار ثلاثة نفر معه، فأتاه الناس يصرخون إليه ليأذن لهم في القتال، فنهاهم و أمرهم أن يردوا إليهم نبلهم، فردّوها عليهم، فما زادهم ذلك في القتل إلا جرأة، و في الأمر إلا إغراقا؛ فحرّقوا باب الدار؛ ثم جاء[ثلاثة]نفر من أصحابه فقالوا: إن‌[في المسجد]ناسا يريدون أن يأخذوا أمر الناس بالعدل، فاخرج إلى المسجد يأتوك. فانطلق فجلس فيه ساعة و أسلحة القوم مظلة عليه من كل ناحية، فقال: ما أرى اليوم أحدا يعدل!فدخل الدار، و كان معه نفر ليس على عامتهم سلاح فلبس درعه و قال لأصحابه: لو لا أنتم ما لبست اليوم درعي. فوثب عليه القوم فكلمهم ابن الزبير، و أخذ عليهم ميثاقا في صحيفة و بعث بها إلى عثمان: عليكم عهد اللّه و ميثاقه أن لا تقربوه بسوء حتى تكلموه و تخرجوا. فوضع السلاح، و لم يكن إلا وضعه و دخل عليه القوم يقدمهم محمد ابن أبي بكر، فأخذوا بلحيته و دعوه باللقب؛ فقال: أبا عبد اللّه و خليفته عثمان.

فضربوه على رأسه ثلاث ضربات، و طعنوه في صدره ثلاث طعنات، و ضربوه على مقدم الجبين فوق الأنف ضربة أسرعت في العظم؛ فسقطت عليه و قد أثخنوه و به حياة، و هم يريدون أن يقطعوا رأسه فيذهبوا به، فأتتني ابنة شيبة بن ربيعة فألقت بنفسها معي‌[عليه‌]، فوطئنا وطأ شديدا، و عرّينا من حلينا، و حرمة أمير المؤمنين أعظم؛ فقتلوا أمير المؤمنين في بيته مقهورا على فراشه، و قد أرسلت إليكم بثوبه عليه دمه، و إنه و اللّه إن كان أثم من قتله لما سلم من خذله، فانظروا أين أنتم من اللّه، و أنا أشتكي على ما مسنا إلى اللّه عز و جل، و أستصرخ بصالحي عباده؛ فرحم اللّه عثمان و لعن قتلته و صرعهم في الدنيا مصارع الخزي و المذلة، و شفى منهم الصدور» .

فحلف رجال من أهل الشام ألا يمسوا غسلا حتى يقتلوا عليا أو تفنى أرواحهم

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست