نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 50
أبو الحسن قال: كان عبد اللّه بن عباس يقول: ليغلبنّ معاوية و أصحابه عليا و أصحابه؛ لأن اللّه تعالى يقول: وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنََا لِوَلِيِّهِ سُلْطََاناً[1] .
أبو الحسن قال: كان ثمامة الأنصاري عاملا لعثمان، فلما أتاه قتله بكى و قال:
اليوم انتزعت خلافة النّبوّة من أمّة محمد، و صار الملك بالسيف، فمن غلب على شيء أكله.
أبو الحسن: عن أبي مخنف عن نمير بن وعلة عن الشعبي، أن نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفان كتبت إلى معاوية كتابا مع النعمان بن بشير، و بعثت إليه بقميص عثمان مخضوبا بالدماء، و كان في كتابها:
«من نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية بن أبي سفيان؛ أما بعد، فإني أدعوكم إلى اللّه الذي أنعم عليكم، و علمكم الإسلام، و هداكم من الضلالة، و أنقذكم من الكفر و نصركم على العدوّ، و أسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة؛ و أنشدكم اللّه، و أذكّركم حقّه و حق خليفته أن تنصروه بعزم اللّه عليكم؛ فإنه قال: وَ إِنْ طََائِفَتََانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمََا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدََاهُمََا عَلَى اَلْأُخْرىََ فَقََاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتََّى تَفِيءَ إِلىََ أَمْرِ اَللََّهِ[2] . و إن أمير المؤمنين بغي عليه، و لو لم يكن لعثمان عليكم إلا حقّ الولاة، [ثم أتي إليه ما أتي]لحقّ على كل مسلم يرجو إمامته أن ينصره فكيف و قد علمتم قدمه في الإسلام، و حسن بلائه، و أنه أجاب[داعي] اللّه و صدّق كتابه و اتّبع رسوله، و اللّه علم به إذ انتخبه فأعطاه شرف الدنيا و شرف الآخرة.
و إني أقص عليكم خبره؛ إني شاهدة أمره كلّه. إن أهل المدينة حصروه في داره، و يحرسونه ليلهم و نهارهم قياما على أبوابه بالسلاح، يمنعونه كل شيء قدروا عليه، حتى منعوه الماء؛ فمكث هو و من معه خمسين ليلة، و أهل مصر قد أسندوا