responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 47

علم اللّه أني أردت أن يقاتل فقوتلت، و أردت أن يرمى فرميت، و أردت أن يعصى فعصيت؛ و لو علم مني أني أردت قتله لقتلت.

و قال حسان بن ثابت لعلي: إنك تقول: ما قتلت عثمان و لكن خذلته، و لم آمر به و لكن لم أنه عنه. فالخاذل شريك القاتل، و الساكت شريك القائل.

أخذ هذا المعنى كعب بن جعيل التغلبي و كان مع معاوية يوم صفين، فقال في علي بن أبي طالب:

و ما في عليّ لمستحدث # مقال سوى عصمة المحدثينا

و إثاره لأهالي الذنوب # و رفع القصاص عن القاتلينا

إذا سيل عنه زوى وجهه # و عمّى الجواب على السائلينا [1]

فليس براض و لا ساخط # و لا في النهاة و لا الآمرينا

و لا هو ساه و لا سرّه # و لا آمن بعض ذا أن يكونا

و قال رجل من أهل الشام في قتلة عثمان رضي اللّه تعالى عنه:

خذلته الأنصار إذ حضر المو # ت و كانت ثقاته الأنصار

ضربوا بالبلاء فيه مع النّا # س و في ذاك للبرية عار

حرمة بالبلاء من حرمة الله # و وال من الولاة و جار

أين أهل الحياء إذ منع الما # ء فدته الأسماع و الأبصار

من عذيري من الزبير و من طلحة # هاجا أمرا له إعصار [2]

تركوا الناس دونهم عبرة العجل # فشبت وسط المدينة نار

هكذا زاغت اليهود عن الحقّ # بما زخرفت لها الأحبار

ثم وافى محمد بن أبي بكر # جهارا و خلفه عمّار

و عليّ في بيته يسأل النا # س ابتداء و عنده الأخبار!


[1] زوى وجهه: صرفه و نحاه.

[2] من عذيري: من يعذرني.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست