responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 354

فكذلك!سبق الباذل نفسه فضل أبي بكر و عمر، قلت: أجل.

قال: يا إسحاق، هل تقرأ القرآن؟قلت: نعم، قال: اقرأ عليّ‌ هَلْ أَتى‌ََ عَلَى اَلْإِنْسََانِ حِينٌ مِنَ اَلدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً [1] فقرأت منها حتى بلغت:

يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كََانَ مِزََاجُهََا كََافُوراً [2] إلى قوله: وَ يُطْعِمُونَ اَلطَّعََامَ عَلى‌ََ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً [3] قال: على رسلك؛ فيمن أنزلت هذه الآيات؟قلت:

في عليّ. قال: فهل بلغك أن عليا حين أطعم المسكين و اليتيم و الأسير. قال إنما نطعمكم لوجه اللّه؟و هل سمعت اللّه وصف في كتابه أحدا بمثل ما وصف به عليا؟قلت: لا. قال: صدقت!لأن اللّه جل ثناؤه عرف سيرته. يا إسحاق، أ لست تشهد أن العشرة في الجنة؟قلت: بلى يا أمير المؤمنين. قال: أ رأيت لو أنّ رجلا قال: و اللّه ما أدري هذا الحديث صحيح أم لا، و لا أدري إن كان رسول اللّه قاله أم لم يقله: أ كان عندك كافرا؟قلت: أعوذ باللّه!قال: أ رأيت لو أنه قال: ما أدري هذه السورة من كتاب اللّه أم لا، كان كافرا؟قلت: نعم. قال: يا إسحاق، أرى بينهما فرقا. يا إسحاق، أ تروي الحديث؟قلت: نعم. قال: فهل تعرف حديث الطير؟قلت: نعم. قال: فحدّثني به. قال: فحدّثته الحديث، فقال: يا إسحاق، إني كنت أكلمك و أنا أظنك غير معاند للحق، فأمّا الآن فقد بان لي عنادك؛ إنك توقن أن هذا الحديث صحيح. قلت: نعم؛ رواه من لا يمكنني ردّه. قال: أ فرأيت من أيقن أن هذا الحديث صحيح، ثم زعم أن أحدا أفضل من عليّ-لا يخلو من إحدى ثلاثة:

من أن تكون دعوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عنده مردودة عليه، أو أن يقول عرف الفاضل من خلقه و كان المفضول أحب إليه، أو أن يقول إن اللّه عز و جل لم يعرف الفاضل من المفضول؛ فأي الثلاثة أحب إليك أن تقول؟فأطرقت... ثم قال: يا إسحاق، لا تقل منها شيئا؛ فإنك إن قلت منها شيئا استنبتك‌ [4] ؛ و إن كان للحديث عندك


[1] سورة الانسان الآية 1.

[2] سورة الانسان الآية 5.

[3] سورة الإنسان الآية 8.

[4] استنبتك: أنبتك، أقمتك مقامي.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست