responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 31

اخترت عثمان فعليّ أحبّ إليّ منه. قال: يا أبا إسحاق، إني قد خلعت نفسي منها على أن أختار، و لو لم أفعل و جعل إليّ الخيار ما أردتها؛ إني رأيت كأني في روضة خضراء كثيرة العشب؛ فدخل فحل لم أر قطّ فحلا أكرم منه، فمرّ كأنه سهم لا يلتفت إلى شي‌ء مما في الروضة حتى قطعها؛ و دخل بعير يتلوه فاتبع أثره حتى خرج من الروضة، ثم دخل فحل عبقري يجر خطامه‌ [1] يلتفت يمينا و شمالا و يمضي قصد الأولين، حتى خرج من الروضة؛ ثم دخل بعير رابع فرتع في الروضة؛ و لا و اللّه لا أكون البعير الرابع؛ و لا يقوم بعد أبي بكر و عمر أحد فيرضى الناس عنه! ثم أرسل المسوّر إلى عليّ فناجاه طويلا، و هو لا يشك أنه صاحب الأمر، ثم أرسل المسور إلى عثمان فناجاه طويلا حتى فرق بينهما أذان الصبح.

فلما صلوا الصبح جمع إليه الرهط و بعث إلى من حضره من المهاجرين و الأنصار، و إلى أمراء الأجناد، حتى ارتج المسجد بأهله؛ فقال: أيها الناس إن الناس قد أحبوا أن تلحق أهل الأمصار بأمصارهم و قد علموا من أميرهم. فقال عمار بن ياسر: إن أردت أن لا يختلف المسلمون فبايع عليا. فقال المقداد بن الأسود: صدق عمار، إن بايعت عليا، قلنا: سمعنا و أطعنا!قال ابن أبي سرح إن أردت أن لا تختلف قريش فبايع عثمان. فقال عبد اللّه بن أبي ربيعة صدق؛ إن بايعت عثمان سمعنا و أطعنا!فشتم عمار ابن أبي سرح، و قال: متى كنت تنصح المسلمين!فتكلم بنو هاشم و بنو أمية.

فقال عمار: أيها الناس، إن اللّه أكرمنا بنبيه، و أعزنا بدينه فأنّى تصرفون هذا الأمر عن بيت نبيكم؟ فقال له رجل من بني مخزوم: لقد عدوت طورك يا بن سمية، و ما أنت و تأمير قريش لأنفسها! فقال سعد بن أبي وقاص: يا عبد الرحمن، افرغ قبل أن يفتتن الناس.


[1] الخطام: الزمام.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست