نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 305
أنه قال: «من ملك على عشرة رقاب من المسلمين جيء به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه، حتى يفكه العدل أو يوبقه [1] الجور» !و ايم اللّه إني لأحب إليّ أن أحشر مع أبي بكر و عمر مغلولا من أن أحشر معكم مطلقا.
الحجاج يخطب أهل العراق بعد مرضه:
و مرض الحجاج، ففرح أهل العراق و قالوا: مات الحجاج!مات الحجاج!فلما أفاق صعد المنبر و خطب الناس فقال:
يأهل العراق، يأهل الشقاق و النفاق، مرضت فقلتم: مات الحجاج!أما و اللّه لأحب إليّ أن أموت من أن لا أموت، و هل أرجو الخير كله إلا بعد الموت؟و ما رأيت اللّه رضى بالخلود في الدنيا، لأحد من خلقه إلا لأبغض خلقه إليه و أهونهم عليه: إبليس؛ و لقد رأيت العبد الصالح يسأل ربه فقال: رب هَبْ لِي مُلْكاً لاََ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي[2] ففعل، ثم اضمحل ذلك فكأنه لم يكن.
و له حين أراد الحج و استخلف ولده:
و أراد الحجاج أن يحج، فاستخلف محمدا ولده على أهل العراق، ثم خطب، فقال:
يأهل العراق، يأهل الشقاق و النفاق، إني أردت الحج، و قد استخلفت عليكم محمدا ولدي، و أوصيته فيكم بخلاف ما أوصي به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في الأنصار؛ فإنه أوصى فيهم أن يقبل من محسنهم، و يتجاوز عن مسيئهم؛ و إني أوصيته أن يقبل من محسنكم، و أن لا يتجاوز عن مسيئكم!ألا و إنكم قائلون بعدي مقالة لا يمنعكم من إظهارها إلا خوفي: لا أحسن اللّه له الصحابة!و أنا أعجل لكم الجواب: فلا أحسن اللّه عليكم الخلافة!ثم نزل.