responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 254

تحصّنوا إذ عاينوا الأهوالا # بمعقل كان لهم عقالا

و صخرة كانت عليهم صيلما # و انقلبوا منها إلى جهنما [1]

تساقوا يستطعمون الماء # فأخرجت أرواحهم ظماء

فكم لسيف اللّه من جزور # في مأدب الغربان و النّسور [2]

و كم به قتلى من القساوس # تندب للصّلبان و النّواقس

ثم ثنى عنانه الأمير # و حوله التّهليل و التّكبير

مصمّما بحرب دار الحرب # قدّامه كتائب من عرب

فداسها و سامها بالخسف # و الهتك و السّفك لها و النّسف

فحرّقوا و مزّقوا الحصونا # و أسخنوا من أهلها العيونا

فانظر عن اليمين و اليسار # فما ترى إلا لهيب النار

و أصبحت ديارهم بلاقعا # فما ترى إلا دخانا ساطعا [3]

و نصر الإمام فيها المصطفى # و قد شفى من العدوّ و اشتفى‌

غزوة سنة تسع و ثلاثمائة

و بعدها كانت غزاة طرّش # سمت إليها جيشه لم ينهش‌ [4]

و أحدقت بحصنها الأفاعي # و كلّ صلّ أسود شجاع‌ [5]

ثم بنى حصنا عليها راتبا # يعتور القوّاد فيه دائبا

حتى أنابت عنوة جنّانها # و غاب عن يافوخها شيطانها

فأذعنت لسيّد السادات # و أكرم الأحياء و الأموات

خليفة اللّه على عباده # و خير من يحكم في بلاده


[1] الصيلم: الأمر الشديد.

[2] الجزور: ما يصلح لأن يذبح من الإبل.

[3] البلقع: الخالي من كل شي‌ء.

[4] طرش: ناحية بالأندلس. و لم ينهش: لم يعي و لم يجهد.

[5] الصّل: الحية من أخبث الحيات.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست