responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 218

قلت: ذهب الملك عنا و قل أنصارنا فانتصرنا بقوم من العجم دخلوا في ديننا فلبسوا ذلك على الكره منا.

قال: فأطرق مليا و جعل يقلب يده و ينكت الأرض و يقول عبيدنا و أتباعنا، و قوم دخلوا في ديننا، و زال الملك عنا!!يردده مرارا، ثم قال: ليس ذلك كذلك: بل أنتم قوم قد استحللتم ما حرم اللّه، و ركبتم ما نهاكم عنه و ظلمتم من ملكتم، فسلبكم اللّه العز، و ألبسكم الذل بذنوبكم، و للّه فيكم نقمة لم تبلغ غايتها؛ و أخاف أن يحل بكم العذاب و أنتم ببلدي فيصيبني معكم، و إنما الضيافة ثلاثة أيام، فتزوّدوا ما احتجتم و ارتحلوا عن بلدي.

أخبار الدولة العباسية

الهيثم بن عدي قال: حدثني عيّاش قال: حدثني بكير أبو هاشم مولى مسلمة قال: لم يزل لبني هاشم بيعة سرّ و دعوة باطنة منذ قتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب، و لم نزل نسمع بخروج الرايات السود من خراسان و زوال ملك بني أمية، حتى صار ذلك.

و قيل لبعض بني أمية: ما كان سبب زوال ملككم؟قال: اختلاف فيما بيننا و اجتماع المختلفين علينا! الهيثم بن عدي قال: حدثني غير واحد ممن أدركت من المشايخ أن عليّ بن أبي طالب أصار الأمر إلى الحسن، فأصاره الحسن إلى معاوية، و كره ذلك الحسين و محمد ابن الحنفية. فلما قتل الحسين بن عليّ صار أمر الشيعة إلى محمد بن الحنفية. و قال بعضهم: إلى عليّ بن الحسين، ثم إلى محمد بن علي ثم إلى جعفر بن محمد. و الذي عليه الأكثر أن محمد بن الحنفية أوصى إلى أبي هاشم ابنه: عبد اللّه بن محمد بن الحنفية، و لم يزل قائما بأمر الشيعة يأتونه و يقوم بأمرهم و يؤدّون إليه الخراج حتى استخلف سليمان ابن عبد الملك، فأتاه وافدا و معه عدة من الشيعة، فلما كلمه سليمان قال: ما كلمت قط قرشيا يشبه هذا؛ و ما نظن الذي كنا نحدّث عنه إلا حقا!فأجازه و قضى حوائجه و حوائج من معه. ثم شخص و هو يريد فلسطين، فلما كان ببلاد لخم و جذام، ضربوا

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست