نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 214
الحرون، فقال، كنت معه أنا و مولى له، فصرع فجررت برجله، فقال: أوجعتني! فقاتلت أنا و مولاه عنه؛ و علموا أنه مروان فألحوا عليه، فتركته و لحقت بكم. فبكى عبد اللّه، فقال له أخوه عبيد اللّه: يا ألأم الناس!فررت عنه و تبكي عليه؟و مضوا، فقال بعضهم: كانوا أربعة آلاف. و قال بعضهم: كانوا ألفين، فأتوا بلاد النوبة، فأجرى عليهم ملك النوبة ما يصلحهم، و معهم أم خالد بنت يزيد، و أم الحكم بنت عبيد اللّه-صبية جاء بها رجل من عسكر مروان حين انهزموا-فدفعها إلى أبيها.
ثم أجمع ابنا مروان على أن يأتيا اليمن، و قالا: نأتيها قبل أن يأتيها المسوّدة [1]
فنتحصّن في حصونها و ندعو الناس. فقال لهم صاحب النوبة لا تفعلوا إنكم في بلاد السودان و هم في عدد كثير، و لا آمن عليكم؛ فأقيموا. فأبوا، قال: فاكتبوا لي كتابا، فكتبوا له: إنا قدمنا بلادك فأحسنت مثوانا، و أشرت علينا أن لا نخرج من بلادك، فأبينا، و خرجنا من عندك وافرين راضين شاكرين لك بطيب أنفسنا.
و خرجوا فأخذوا في بلاد العدو، فكانوا ربما عرضوا لهم و لا يأخذون منهم إلا السلاح، و أكثر من ذلك لا يعرضون له؛ حتى أتوا بعض بلادهم فتلقاهم عظيمهم فاحتبسهم، فطلبوا الماء فمنعهم، و لم يقاتلهم و لم يخلّهم و عطشهم، و كان يبيعهم القربة بخمسين درهما، حتى أخذ منهم مالا عظيما.
ثم خرجوا فساروا حتى عرض لهم جبل عظيم بين طريقين فسلك عبد اللّه أحدهما في طائفة، و سلك عبيد اللّه الآخر في طائفة أخرى، و ظنوا أن للجبل غابة يقطعونها ثم يجتمعون عند آخرها، فلم يلتقوا.
و عرض قوم من العدو لعبيد اللّه و أصحابه فقاتلوهم، فقتل عبيد اللّه، و أخذت أم الحكم بنته و هي صبية، و قتل رجل من أصحابه، و كفوا عن الباقين و أخذوا سلاحهم.
[1] المسودة: يريد جماعة العباسيين لانهم يلبسون الثياب السوداء.
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 214