responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 21

كما يألم أحدكم الاضطجاع على شوك السعدان، و اللّه لأن يقدّم أحدكم فيضرب عنقه في غير حدّ، خير له من أن يخوض في غمرة الدنيا، ألا و إنكم أول ضال بالناس غدا فتصدونهم عن الطريق يمينا و شمالا، يا هادي الطريق جرت، إنما هو الفجر أو البحر.

قال: فقلت له: خفّض عليك يرحمك اللّه، فإن هذا يهيضك‌ [1] على ما بك؛ إنما الناس في أمرك بين رجلين: إما رجل رأى ما رأيت فهو معك، و إما رجل خالفك فهو يشير عليك برأيه، و صاحبك كما تحب، و لا نعلمك أردت إلا الخير، و لم تزل صالحا مصلحا، مع أنك لا تأسى على شي‌ء من الدنيا.

فقال: أجل، إني لا آسي على شي‌ء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن، و ودت أني تركتهن، و ثلاث تركتهن و ودت أني فعلتهن، و ثلاث وددت أني سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عنهن:

فأما الثلاث التي فعلتهن و وددت أني تركتهن: فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شي‌ء؛ و إن كانوا أغلقوه على الحرب، و وددت أني لم أكن حرّقت الفجاءة السلمى، و أني قتلته سريحا أو خليته نجيحا [2] ، و وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة قدفت الأمر في عنق أحد الرجلين، فكان أحدهما أميرا و كنت له وزيرا. يعني بالرجلين: عمر بن الخطاب، و أبا عبيدة بن الجراح.

و أما الثلاث التي تركتهن و وددت أني فعلتهن: فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا ضربت عنقه، فإنه يخيل إليّ أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه؛ و وددت أني يوم سيّرت خالد بن الوليد إلى أهل الردة أقمت بذي القصّة [3] ؛ فإن ظفر المسلمون ظفروا، و إن انهزموا كنت بصدد لقاء أو مدد؛ و وددت أني وجهت خالد بن الوليد


[1] يهيضك: يهيجك.

[2] نجيحا: وشيكا.

[3] ذي القصة: اسم موضع.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست