نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 209
ثم قطع إليه البعوث [1] و أمر لهم بالعطاء: فلم ينقص عطاؤه حتى مات يزيد.
و لما بلغ مروان أن يزيد قطع البعوث إليه كتب ببيعته، و بعث وفدا عليهم سليمان ابن علاثة العقيلي، فخرج، فلما قطعوا الفرات لقيهم بريد بموت يزيد، فانصرفوا إلى مروان. و اللّه أعلم.
ولاية إبراهيم بن الوليد المخلوع
العلاء بن يزيد بن سنان قال: حدّثني أبي قال: حضرت يزيد بن الوليد حين حضرته الوفاة، فأتاه قطن فقال: أنا رسول من وراء بابك، يسألونك بحق اللّه لو وليت أمرهم أخاك إبراهيم بن الوليد!فغضب و ضرب بيده على جبهته و قال: أنا أولّي إبراهيم؟ثم قال لي: يا أبا العلاء، إلى من ترى أن أعهد؟قلت أمر نهيتك عن الدخول في أوله، فلا أشير عليك في الدخول في آخره. قال: فأصابته إغماءة حتى ظننت أنه قد مات، ففعل ذلك غير مرة، ثم خرجت من عنده.
فقعد قطن و افتعل عهدا على لسان يزيد بن الوليد لإبراهيم بن الوليد، و دعا ناسا فأشهدهم عليه. قال: و اللّه ما عهد إليه يزيد و لا إلى أحد من الناس.
و قال يزيد في مرضه لو كان سعيد بن عبد الملك قريبا مني لرأيت فيه رأيي.
و في رواية أبي الحسن المدائني، قال: لما مرض يزيد قيل له: لو بايعت لأخيك إبراهيم و لعبد العزيز بن الحجاج بعده!فقال له قيس بن هانئ العبسي: اتق اللّه يا أمير المؤمنين و انظر نفسك و أرض اللّه في عباده، فاجعل وليّ عهدك عبد الملك بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك. فقال يزيد: لا يسألني اللّه عن ذلك، و لو كان سعيد بن عبد الملك مني قريبا لرأيت فيه رأيي!... و كان يزيد يرى رأى القدرية [2]
و يقول بقول غيلان، فألحت القدرية عليه و قالوا: لا يحل لك إهمال أمر الأمّة، فبايع