نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 162
و عبد اللّه بن عباس في المسجد؛ فقام و قال لعكرمة: أقم وجهي نحوه يا عكرمة.
ثم قال هذا البيت:
إن يأخذ اللّه من عينيّ نورهما # ففي فؤادي و عقلي منهما نور
و أما قولك يا ابن الزبير: إني قاتلت أم المؤمنين، فأنت أخرجتها و أبوك و خالك، و بنا سمّيت أمّ المؤمنين، فكنّا لها خير بنين، فتجاوز اللّه عنها، و قاتلت أنت و أبوك عليا؛ فإن كان عليّ مؤمنا فقد ضللتم بقتالكم المؤمنين، و إن كان كافرا فقد بؤتم بسخط من اللّه بفراركم من الزّحف؛ و أما المتعة فإني سمعت علي بن أبي طالب يقول:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رخّص فيها فأفتيت بها، ثم سمعته ينهى عنها[فنهيت عنها] و أول مجمر [1] سطع في المتعة مجمر آل الزبير.
مقتل عبد اللّه بن الزبير
أبو عبيد عن حجاج عن أبي معشر قال: لما بايع الناس عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب بن الزبير و دخل الكوفة، قال له الحجاج: إني رأيت في المنام كأني أسلخ ابن الزبير من رأسه إلى قدميه. فقال له عبد الملك: أنت له فاخرج إليه. فخرج إليه الحجاج في ألف و خمسمائة حتى نزل الطائف، و جعل عبد الملك يرسل إليه الجيوش رسلا [2] بعد رسل، حتى توافى إليه الناس قدر ما يظن أنه يقوى على قتال ابن الزبير، و كان ذلك في ذي القعدة سنة اثنتين و سبعين؛ فسار الحجاج من الطائف حتى نزل مني، فحج بالناس و ابن الزبير محصور، ثم نصب الحجاج المجانيق على أبي قبيس و على قعيقعان و نواحي مكة كلها يرمي أهل مكة بالحجارة. فلما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها ابن الزبير، جمع ابن الزبير من كان معه من القرشيين؛ فقال: ما ترون؟ فقال رجل من بني مخزوم من آل بني ربيعة: و اللّه لقد قاتلنا معك حتى لا نجد مقيلا، و لئن صبرنا معك ما نزيد على أن نموت و إنما هي إحدى خصلتين: إما أن تأذن لنا