نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 161
و لما توطد لابن الزبير أمره و ملك الحرمين و العراقين، أظهر بعض بني هاشم الطعن عليه؛ و ذلك بعد موت الحسن و الحسين؛ فدعا عبد اللّه بن عباس و محمد بن الحنفية و جماعة من بني هاشم إلى بيعته، فأبوا عليه، فجعل يشتمهم و يتناولهم على المنبر، و أسقط ذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلم من خطبته، فعوتب في ذلك، فقال: و اللّه ما يمنعني من ذكره علانية أني لأذكره سرا و أصلي عليه، و لكن رأيت هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره سرا و أصلي عليه، و لكن رأيت هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره اشرأبت أعناقهم، و أبغض الأشياء إليّ ما يسرّهم، ثم قال لتبايعنّ أو لأحرقنّكم بالنار!فأبوا عليه، فحبس محمد بن الحنفية في خمسة عشر من بني هاشم في السجن، و كان السجن الذي حبسهم فيه يقال له سجن عارم [1] ؛ فقال في ذلك كثيّر عزة- و كان ابن الزبير يدعى العائذ، لأنه عاذ بالبيت-:
تخبّر من لاقيت أنك عائذ # بل العائذ المظلوم في سجن عارم [2]
سميّ النّبيّ المصطفى و ابن عمّه # و فكّاك أغلال و قاضي مغارم
و كان أيضا يدعى المحل، لإحلاله القتال في الحرم، و في ذلك يقول رجل من الشعراء في رملة بنت الزبير:
ألا من لقلب معنى غزل # بذكر المحلة أخت المحلّ
ثم إن المختار بن أبي عبيد وجّه رجالا يثق بهم من الشيعة يكمنون النهار و يسيرون الليل، حتى كسروا سجن عارم و استخرجوا منه بني هاشم؛ ثم ساروا بهم إلى مأمنهم.
و خطب عبد اللّه بن الزبير بعد موت الحسن و الحسين، فقال:
أيها الناس، إن فيكم رجلا قد أعمى اللّه قلبه كما أعمى بصره، قاتل أمّ المؤمنين و حواريّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أفتى بتزويج المتعة.