responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 139

فوضع أبو سعيد السيف و قال: بؤ [1] بإثمي و إثمك فتكون من أصحاب النار، و ذلك جزاء الظالمين!فقال: أبو سعيد الخدريّ أنت؟قال: نعم. قال: فاستغفر لي!قال:

غفر اللّه لك.

و أمر مسلم بن عقبة بقتل معقل بن سنان الأشجعي صبرا، و محمد بن أبي الجهم العدويّ صبرا.

و كان جميع من قتل يوم الحرة من قريش و الأنصار ثلاثمائة رجل و ستة رجال، و من الموالي و غيرهم أضعاف هؤلاء.

و بعث مسلم بن عقبة برءوس أهل المدينة إلى يزيد، فلما ألقيت بين يديه جعل يتمثل بقول ابن الزبعرى يوم أحد:

ليت أشياخي ببدر شهدوا # جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلّوا و استهلّوا فرحا # و لقالوا ليزيد لا فشل‌

فقال له رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: ارتددت عن الإسلام يا أمير المؤمنين!قال: بلى نستغفر اللّه. قال: و اللّه لا ساكنتك أرضا أبدا. و خرج عنه.

و لما انقضى أمر الحرّة توجه مسلم بن عقبة بمن معه من أهل الشام إلى مكة يريد ابن الزبير و هو ثقيل، فلما كان بالأبواء [2] حضره أجله. فدعا حصين بن نمير، فقال له: إني أرسلت إليك، فلا أدري أقدّمك على هذا الجيش، أو أقدمك فأضرب عنقك!قال: أصلحك اللّه، أنا سهمك، فارم بي حيث شئت. قال: إنك اعرابي جلف‌ [3] جاف، و إنّ هذا الحي من قريش لم يمكنهم أحد قط من أذنه إلا غلبوه على رأيه، فسر بهذا الجيش، فإذا لقيت القوم، فإياك أن تمكنهم من أذنك، لا يكن إلا على الوقاف‌ [4] ، ثم الثقاف‌ [5] ، ثم الانصراف.


[1] بؤ: ارجع.

[2] الأبواء: اسم موضع.

[3] الجلف: الأحمق.

[4] الوقاف: ان تقف معه و يقف معك في حرب أو خصومة.

[5] الثقاف: الجلاد.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست