responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 127

عبيد اللّه بن زياد، فجعلوا كلما انتهوا إلى زقاق انسل منهم ناس، حتى بقي في شرذمة قليلة. قال: فجعل الناس يرمونه بالآجرّ من فوق البيوت؛ فلما رأى ذلك دخل دار هانئ بن عروة المرادي، و كان له شرف و رأي؛ فقال له هانئ: إن لي من ابن زياد مكانا، و إني سوف أتمارض، فإذا جاء يعودني فاضرب عنقه. قال: فبلغ ابن زياد أنّ هانئ بن عروة مريض يقي‌ء الدم، و كان شرب المغرة [1] فجعل يقيئها، فجاء ابن زياد يعوده و قال هانئ: إذا قلت لكم اسقوني، فاخرج إليه فاضرب عنقه -يقولها لمسلم بن عقيل-فلما دخل ابن زياد و جلس، قال هانئ: اسقوني!فتثبّطوا عليه، فقال: ويحكم !اسقوني و لو كان فيه نفسي!قال: فخرج ابن زياد و لم يصنع الآخر شيئا. قال: و كان أشجع الناس و لكن أخذ بقلبه.

و قيل لابن زياد ما أراده هانئ، فأرسل إليه، فقال: إني شاك لا أستطيع. فقال:

ائتوني به و إن كا شاكيا. فأسرجت له دابة فركب و معه عصا. و كان أعرج، فجعل يسير قليلا قليلا، ثم يقف و يقول: ما أذهب إلى ابن زياد، حتى دخل على ابن زياد فقال له: يا هانئ، أ ما كانت يد زياد عندك بيضاء؟قال بلى: قال: و يدي؟قال:

بلى. ثم قال له هانئ: قد كانت له عندي و لأبيك و قد آمنتك في نفسك و مالك.

قال: اخرج. فخرج، فتناول العصا من يده و ضرب بها وجهه حتى كسرها، ثم قدّمه فضرب عنقه.

و أرسل إلى مسلم بن عقيل، فخرج إليهم بسيفه؛ فما زال يقاتلهم حتى أثخنوه بالجراح، فأسروه.

و أتي به ابن زياد فقدمه ليضرب عنقه. فقال له: دعني حتى أوصي. فقال له:

أوص. فنظر في وجوه الناس، فقال لعمر بن سعد: ما أرى قريشا هنا غيرك فادن مني حتى أكلمك. فدنا منه، فقال له هل لك أن تكون سيد قريش ما كانت قريش؟إن حسينا و من معه-و هم تسعون إنسانا ما بين رجل و امرأة-في الطريق؛


[1] المغرة: طين أحمر بصبغ.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست