responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 115

و كتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر، ففعلوا. فكتبت أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى معاوية:

إنكم تلعنون اللّه و رسوله على منابركم، و ذلك أنكم تلعنون عليّ بن أبي طالب و من أحبّه، و أنا أشهد أنّ اللّه أحبّه و رسوله.

فلم يلتفت إلى كلامها.

و قال بعض العلماء لولده: يا بنيّ، إن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين، و إن الدّين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا، أ لا ترى أن قوما لعنوا عليا ليخفضوا منه فكأنما أخذوا بناصيته جرّا إلى السماء! و دخل صعصعة بن صوحان على معاوية و معه عمرو بن العاص جالس على سريره، فقال: وسّع له على ترابيّة فيه!فقال صعصعة: إني و اللّه لترابي، منه خلقت، و إليه أعود، و منه أبعث؛ و إنك لمارج‌ [1] من مارج من نار! العتبي عن أبيه: قال معاوية يوما لعمرو بن العاص: ما أعجب الأشياء؟قال: غلبة من لا حقّ له ذا الحق على حقه. قال معاوية: أعجب من ذلك أن يعطى من لا حقّ له ما ليس له بحقّ من غير غلبة! و قال معاوية: أعنت على عليّ بأربعة، كنت أكتم سرّي، و كان رجلا يظهره؛ و كنت في أصلح جند و أطوعه، و كان في أخبث جند و أعصاه؛ و تركته و أصحاب الجمل و قلت: إن ظفروا به كانوا أهون عليّ منه، و إن ظفر بهم اغتر بها في دينه! و كنت أحبّ إلى قريش منه؛ فيا لك من جامع إليّ و مفرّق عنه! العتبي قال: أراد معاوية أن يقدم ابنه يزيد على الصائفة [2] ، فكره ذلك يزيد، فأبى معاوية إلا أن يفعل، فكتب إليه يزيد يقول:


[1] المارج: الشعلة الساطعة ذات اللهب الشديد، أو هو اللهب المختلط بسواد النار.

[2] الصائفة: الجيش يغزو صيفا.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست