responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 114

و قد قلدوك جسيما من أمرهم، فلا تخالفنّ رأيهم، فإنك تجري إلى أمد لم تبلغه، و لو قد بلغته لتنفست فيه! قال معاوية: فعجبت من اتفاقهما في المعنى على اختلافهما في اللفظ.

العتبى عن أبيه، أن عمر بن الخطاب قدم الشام على حمار و معه عبد الرحمن بن عوف على حمار، فتلقاهما معاوية في موكب نبيل، فجاوز عمر حتى أخبر، فرجع إليه، فلما قرب منه نزل‌[إليه‌]فأعرض عنه عمر، فجعل يمشي إلى جنبه راجلا، فقال له عبد الرحمن بن عوف: أتعبت الرجل!فأقبل عليه عمر، فقال: يا معاوية، أنت صاحب الموكب آنفا مع ما بلغني من وقوف ذوي الحاجات ببابك؟قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: و لم ذلك؟ قال: لأنا في بلاد لا نمتنع فيها من جواسيس العدو، فلا بد لهم مما يرهبهم من هيبة السلطان، فإن أمرتني بذلك أقمت عليه، و إن نهيتني عنه انتهيت.

قال: لئن كان الذي قلت حقا فإنه رأي أريب‌ [1] ، و لئن كان باطلا فإنها خدعة أديب، و ما آمرك به و لا أنهاك عنه.

فقال عبد الرحمن بن عوف: لحسن ما صدر هذا الفتى عما أوردته فيه.

قال: لحسن مصادره و موارده جشّمناه ما جشمناه.

و قال معاوية لابن الكواء. يا ابن الكواء، أنشدك اللّه ما علمك فيّ؟قال: أنشدني اللّه، ما أعلمك إلا واسع الدنيا ضيّق الآخرة! و لما مات الحسن بن علي، حج معاوية فدخل المدينة و أراد أن يلعن عليا على منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقيل له: إن هاهنا سعد بن أبي وقاص و لا نراه يرضى بهذا، فابعث إليه و خذ رأيه. فأرسل إليه و ذكر له ذلك، فقال: إن فعلت لأخرجنّ من المسجد ثم لا أعود إليه!فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد، فلما مات لعنه على المنبر


[1] الأريب: من كان ذا دهاء و فطنة.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست