نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 110
فكانت ولاية الحسن سبعة أشهر و سبعة أيام.
و مات الحسن في المدينة سنة تسع و أربعين، و هو ابن ست و أربعين سنة؛ و صلى عليه سعيد بن العاص و هو والي المدينة، و أوصى أن يدفن مع جده في بيت عائشة، فمنعه مروان بن الحكم، فردوه إلى البقيع.
و قال هريرة لمروان: علام تمنع أن يدفن مع جده؟فلقد أشهد أني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: «الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة» فقال له مروان: لقد ضيّع حديث نبيه إذ لم يروه غيرك. قال: أما إنك إذ قلت ذلك: لقد صحبته حتى عرفت من أحبّ و من أبغض، و من نفى و من أقرّ، و من دعا له و من دعا عليه! و لما بلغ معاوية موت الحسن بن عليّ خرّ ساجدا للّه، ثم أرسل إلى ابن عباس و كان معه في الشام، فعزاه و هو مستبشر، و قال له. ابن كم سنة مات أبو محمد؟فقال له:
سنه كان يسمع في قريش، فالعجب من أن يجهله مثلك.
قال: بلغني أنه ترك أطفالا صغارا.
قال: كل ما كان صغيرا يكبر، و إن طفلنا لكهل، و إنّ صغيرنا لكبير!ثم قال:
ما لي أراك يا معاوية مستبشرا بموت الحسن بن علي؟فو اللّه لا ينسأ في أجلك، و لا يسدّ حفرتك؛ و ما أقلّ بقاءنا بعده! ثم خرج ابن عباس؛ فبعث إليه معاوية ابنه يزيد، فقعد بين يديه فعزّاه و استعبر لموت الحسن، فلما ذهب أتبعه ابن عباس بصره و قال: إذا ذهب آل حرب ذهب الحلم من الناس.
معاوية
خلافة معاوية
ثم اجتمع الناس على معاوية سنة إحدى و أربعين، و هو عام الجماعة؛ فبايعه أهل الأمصار كلها، و كتب بينه و بين الحسن كتابا و شروطا، و وصله بأربعين ألفا.
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 110