نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 102
فأنكصه للعقب لمّا خلا به # فأصبح يهوي من ذرى حالق صعب [1]
و قال الرياحي:
أ لم تر أنّ اللّه أنزل حكمه # و عمرو و عبد اللّه مختلفان
و قال مسلم بن يزيد الثقفي، و كان من عباد حروراء:
و إن كان ما عبناه عيبا فحسبنا # خطايا بأخذ النّصح من غير ناصح
و إن كان عيبا فاعظمنّ بتركنا # عليّا على أمر من الحقّ واضح
و نحن أناس بين بين و علنا # سررنا بأمر غبّه غير صالح
ثم خرجوا على عليّ فقتلهم بالنهروان.
خروج عبد اللّه بن عباس على عليّ
قال أبو بكر بن أبي شيبة: كان عبد اللّه بن عباس من أحبّ الناس إلى عمر بن الخطاب، و كان يقدّمه على الأكابر من أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و سلم، و لم يستعمله قط، فقال له يوما: كدت أستعملك، و لكن أخشى أن تستحل الفيء [2] على التأويل! فلما صار الأمر إلى عليّ استعمله على البصرة، فاستحل الفيء على تأويل قول اللّه تعالى: وَ اِعْلَمُوا أَنَّمََا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلََّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىََ و استحله من قرابته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
و روى أبو مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن عبد الرحمن بن عبيد قال: مرّ ابن عباس على أبي الأسود الدؤلي، فقال له: لو كنت من البهائم لكنت جملا و لو كنت راعيا ما بلغت المرعى فكتب أبو الأسود الدؤلي إلى عليّ:
أما بعد، فإنّ اللّه جعلك واليا مؤتمنا، و راعيا مسئولا، و قد بلوناك رحمك اللّه
[1] أنكصه العقب: أرجعه عما كان قد اعتزمه و أحجم عنه.