نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 101
قال عليّ: ويلك يا ابن الكوّاء!هل بعث عمرا غير معاوية؟و كيف أحكّمه و حكمه على ضرب عنقي؟إنما رضي به صاحبه كما رضيت أنت بصاحبك، و قد يجتمع المؤمن و الكافر يحكمان في أمر اللّه؛ أ رأيت لو أن رجلا مؤمنا تزوج يهودية أو نصرانية فخافا شقاق بينهما، ففزع الناس إلى كتاب اللّه و في كتابه: فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِهََا[1] ، فجاء رجل من اليهود و رجل من النصارى و رجل من المسلمين الذين يجوز لهما أن يحكما في كتاب اللّه، فحكما.
قال ابن الكواء: و هذه أيضا، أمهلنا حتى ننظر. فانصرف عنهم علي، فقال له صعصعة بن صوحان: يا أمير المؤمنين، ائذن لي في كلام القوم. قال: نعم ما لم تبسط يدا. قال: فنادى صعصعة ابن الكواء؛ فخرج إليه فقال: أنشدكم باللّه يا معشر الخارجين، أن لا تكونوا عارا على من يغزو لغيره، و أن لا تخرجوا بأرض تسمّوا بها بعد اليوم، و لا تستعجلوا ضلال العام خشية ضلال عام قابل. فقال ابن الكواء: إنّ صاحبك لقينا بأمر قولك فيه صغير، فأمسك.
قالوا: إن عليا خرج بعد ذلك إليهم فخرج إليه ابن الكواء، فقال له علي: يا ابن الكواء إنه من أذنب في هذا الدين ذنبا يكون في الإسلام حدثا استتبناه من ذلك الذنب بعينه، و إن توبتك أن تعرف هدى ما خرجت منه، و ضلال ما دخلت فيه.
قال ابن الكواء: إننا لا ننكر أنا قد فتنّا. فقال له عبد اللّه بن عمرو بن جرموز:
أدركنا و اللّه هذه الآية الم `أَ حَسِبَ اَلنََّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنََّا وَ هُمْ لاََ يُفْتَنُونَ[2] . و كان عبد اللّه من قراء أهل حروراء، فرجعوا فصلوا خلف عليّ الظهر، و انصرفوا معه إلى الكوفة، ثم اختلفوا بعد ذلك في رجعتهم و لام بعضهم بعضا، فقال زيد بن عبد اللّه الراسي، و كان من أهل حروراء، يشككهم:
شككتم و من أرسى ثبيرا مكانه # و لو لم تشكّوا ما انثنيتم عن الحرب
و تحكيمكم عمرا على غير توبة # و كان لعبد اللّه خطب من الخطب