نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 4 صفحه : 94
و سكت، فقال في ذلك ابن أبي لهب:
كان ابن حرب عظيم القدر في الناس # حتى رماه بما فيه ابن عباس
ما زال يهبطه طورا و يصعده # حتى استقاد و ما بالحقّ من باس
لم يتركن خطة مما يذلّله # إلا كواه بها في فروة الراس
لابن أبي مليكة في ابن عباس
و قال ابن أبي مليكة: ما رأيت مثل ابن عباس، إذا رأيته رأيت أفصح الناس، و إذا تكلم فأعرب الناس [1] ، و إذا أفتى فأفقه الناس ما رأيت أكثر صوابا و لا أحضر جوابا من ابن عباس.
بين ابن عباس و معاوية
ابن الكلبي قال: أقبل معاوية يوما على ابن عباس فقال: لو وليتمونا ما أتيتم إلينا ما أتينا إليكم، من الترحيب و التقريب، و إعطائكم الجزيل، و إكرامكم على القليل، و صبري على ما صبرت عليه منكم، إني لا أرد أمرا إلا أظمأتم صدره [2] و لا آتي معروفا إلا صغّرتم خطره و أعطيكم العطية فيها قضاء حقوقكم فتأخذونها متكارهين عليها؛ تقولون: قد نقص الحق دون الأمل!فأي أمل بعد ألف ألف أعطيها الرجل منكم، ثم أكون أسرّ بإعطائها منه بأخذها؟و اللّه لئن انخدعت لكم في مالي و ذللت لكم في عرضي، أرى انخداعي كرما و ذلي حلما. و لو وليتمونا رضينا منكم بالانتصاف، و لا نسألكم أموالكم، لعلمنا بحالكم و حالنا؛ و يكون أبغضها إلينا أحبها إليكم أن نعفيكم.
فقال ابن عباس: لو ولينا أحسنّا المواساة، و ما ابتلينا بالاثرة؛ [3] ثم لم نغشم الحي، و لم نشتم الميت؛ فلستم بأجود منا أكفا، و لا أكرم أنفسا، و لا أصون لأعراض