نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 4 صفحه : 56
ربيعة الرأي و أعرابي:
و تكلم ربيعة الرأي يوما فأكثر، فكأن العجب داخله، و أعرابي إلى جنبه، فأقبل على الأعرابي فقال: ما تعدّون البلاغة يا أعرابي؟قال: قلة الكلام و إيجاز الصواب.
قال: فما تعدون العيّ؟قال: ما كنت فيه منذ اليوم!فكأنما ألقمه حجرا.
شبيب و أعرابي:
شبيب بن شيبة قال: لقيت أعرابيا في طريق مكة، فقال لي: تكتب؟قلت: نعم.
قال: و معك دواة؟قلت: نعم. فأخرج قطعة جراب من كمه، ثم قال: اكتب و لا تزد حرفا و لا تنقص: هذا كتاب كتبه عبد اللّه بن عقيل الطائي لأمته لؤلؤة: إني أعتقتك لوجه اللّه و اقتحام العقبة، فلا سبيل لي و لا لأحد عليك إلا سبيل الولاء، و المنة عليّ و عليك من اللّه وحده، و نحن في الحق سواء ثم قال: اكتب شهادتك.
روي أن أعرابيا حضر مجلس ابن عباس، فسمع عنده قارئا يقرأ: وَ كُنْتُمْ عَلىََ شَفََا حُفْرَةٍ مِنَ اَلنََّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهََا[1] ؛ فقال الأعرابي: و اللّه ما أنقذكم منها و هو يرجعكم إليها. فقال ابن عباس: خذوها من غير فقيه.
قولهم في حسن التوقيع و حسن التشبيه
قيل لأعرابي: ما لك لا تطيل الهجاء؟قال: يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.
و قيل لأعرابي: كم بين كذا و بلد كذا؟قال: عمر ليلة و أديم يوم.
و قال آخر: سواد ليلة و بياض يوم.
و قيل لأعرابي: كيف كتمانك للسر؟قال: ما صدري له إلا قبر.
معاوية و أعرابية:
قال معاوية لأعرابية: هل من قرى؟قالت: نعم. قال: و ما هو؟قالت: خبز خمير، و لبن فطير، و ماء نمير.