نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 4 صفحه : 33
تظلّ الرّيح عاصفة عليه # و يرعى حوله اللّهق النّوار [1]
فذاك النّأي لا الهجران حولا # و حولا ثم تجمعنا الدّيار
و هذا نظير قول ليلى الأخيلية:
لعمرك ما الهجران أن تشحط النّوى # و لكنما الهجران ما غيّب القبر [2]
و نظيره قول خنساء:
نأي الخليلين كون الأرض بينهما # هذا عليها و هذا تحتها رمما [3]
و أنشد الآخر:
إذا ما المنايا أخطأتك و صادفت # حبيبك فاعلم أنها ستعود
عمر و أعرابي بالجبانة:
الرياشي قال: مرّ عمر بن الخطاب بالجبّانة فإذا هو بأعرابيّ، فقال: ما تصنع هنا يا أعرابي في هذه الديار الموحشة؟قال: وديعة لي هاهنا يا أمير المؤمنين. قال: و ما وديعتك؟قال: بنيّ لي دفنته، فأنا أخرج إليه كل يوم أندبه. قال: فاندبه حتى أسمع. فأنشأ يقول:
يا غائبا ما يئوب من سفره # عاجله موته على صغره
يا قرّة العين كنت لي سكنا # في طول ليلي نعم و في قصره
شربت كأسا أبوك شاربها # لا بدّ يوما له على كبره
يشربها و الأنام كلّهم # من كان في بدوه و في حضره
فالحمد للّه لا شريك له # الموت في حكمه و في قدره
قد قسّم العمر في العباد فما # يقدر خلق يزيد في عمره