responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 286

و كثير الحديث من ملح النا # س بصير بخافيات ملاح

كم و كم قد خبأت عندي حديثا # هو عند الأمير كالتّفاح

أيمن الناس طائرا يوم صيد # في غدوّ أو بكرة أو رواح

أعلم الناس بالجوارح و الصّيـ # د و بالخرد الحسان الملاح

كلّ هذا جمعت و الحمد # للّه على أنني ظريف المزاح

لست بالنّاسك المشمّر ثوبيـ # ه و لا الفاتك الخليع الوقاح

لو دعاني الأمير عاين منّي # شمّرياّ كالبلبل الصّداح‌ [1]

قال: فدعاه فلما دخل عليه أتاه كتاب من أرمينية، فرمى به إليه، و قال له:

أجب. فأجاب بما في غرضه و أحسن، فأمر له بألف ألف درهم؛ و كنا نراه أول داخل و آخر خارج؛ و كان إذا ركب فركابه مع ركابه.

قال محمد بن يزيد: فبلغ هذا الشعر أبا نواس، فقال:

أنت أولى بقلّة الحظّ منّي # يا مسمّى بالبلبل الصّداح

قد رأوا منه حين غنّى لديهم # أخرس القول غير ذي إفصاح

ثم بالرّيش شبّه النّفس في الخـ # فّة ممّا يكون تحت الجناح

فإذا الشّم من شماريخ رضوى # خفّة عنده نوى المسباح‌ [2]

لم يكن فيك غير شيئين ممّا # قلت في نعت خلقك الدّحداح

لحية جعدة و أنف طويل # و سوى ذاك ذاهب في الرياح

فيك ما يحمل الملوك على السّخـ # ف و يزري بالماجد الجحجاح‌ [3]

بارد الطرف، مظلم اللّبّ، تيا # ه، معيد الحديث، سمج المزاح‌

قال: فبعث إليه أبان بأن لا تذيعها و خذ الألف ألف درهم!فبعث إليه أبو نواس: لو أعطيتني مائة ألف ألف درهم لم أجد بدّا من إذاعتها. فيقال: إن الفضل


[1] الشمري: الماضي في الأمور، المجرب.

[2] الشمراخ: العنقود عليه عنب. و المسباح: يريد به المسبحة.

[3] الجحجاح: السيد السمح الكريم.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست