نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 4 صفحه : 254
مستقرّ التركيب، و لا يكون مع ذلك فضفاض الجثّة، متفاوت الأجزاء، طويل اللحية، عظيم الهامة؛ فإنهم زعموا أنّ هذه الصورة لا يليق بصاحبها الذكاء و الفطنة.
و أنشد سعيد بن حميد في إبراهيم بن العباس.
رأيت لهازم الكتّاب خفت # و لهزمتاك شانهما الفدامه [1]
و كتّاب الملوك لهم بيان # كمثل الدّرّ قد رصفوا نظامه
و أنت إذا نطقت كأنّ عيرا # يلوك بما يفوه به لجامه
و قال آخر:
عليك بكاتب لبق رشيق # زكيّ في شمائله جداره
تناجيه بطرفك من بعيد # فيفهم رجع لحظك بالإشاره
و نظر أحمد بن الخصيب إلى رجل من الكتاب فدم المنظر [2] ، مضطرب الخلق، طويل العثنون؛ فقال: لأن يكون هذا فنطاس [3] مركب، أشبه من أن يكون كاتبا.
فإذا اجتمعت للكاتب هذه الخلال، و انتظمت فيه هذه الخصال، فهو الكاتب البليغ، و الأديب النّحرير؛ و إن قصرت به آلة من هذه الآلات، و قعدت به أداة من هذه الأدوات، فهو منقوص الجمال، منكسف الحس، منحوس النصيب.
ما ينبغي للكاتب أن يأخذ به نفسه
قال إبراهيم الشيباني: أوّل ذلك حسن الخط، الذي هو لسان اليد، و بهجة الضمير، و سفير العقول، و وحي الفكرة، و سلاح المعرفة، و أنس الإخوان عند الفرقة، و محادثتهم على بعد المسافة، و مستودع السر، و ديوان الأمور.