responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 245

و مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوما بامرأة مقتولة يوم فتح مكة، فقال لحنظلة: الحق خالدا و قل له، لا تقتلنّ ذرية و لا عسيفا [1] . و مات حنظلة بمدينة الرّها، فقالت فيه امرأة؛ و حكي أنه من قول الجن و هذا محال:

يا عجب الدهر لمحزونة # تبكي على ذي شيبة شاحب

إن تسأليني اليوم ما شفّني # أخبرك قيلا ليس بالكاذب

إن سواد العين أودى به # وجدي على حنظلة الكاتب‌

لما وجّه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه سعدا إلى العراق و كتب إليه أن يسبّع القبائل أسباعا، و يجعل على كل سبع رجلا، فعل سعد ذلك، و جعل السّبع الثالث تميما و أسدا و غطفان و هوازن، و أميرهم حنظلة بن الربيع الكاتب. و كان أحد من سيّر إلى يزدجرد يدعوه إلى الإسلام.

و كان الحصين بن نمير من بني عبد مناة شهد بيعة الرضوان، و دعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ليكتب صلح الحديبية فأبى ذلك سهيل بن عمرو، و قال: لا يكتب إلا رجل منا. فكتب علي بن أبي طالب.

و روي عنه عليه السلام أنه قال: لما جاء سهيل بن عمرو و نحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بالحديبية، حين صالح قريشا، كان عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح يكتب له، ثم ارتد و لحق بالمشركين، و قال: إن محمدا يكتب بما شئت!فسمع ذلك رجل من الأنصار، فحلف باللّه إن أمكنه اللّه منه ليضربنّه ضربا بالسيف؛ فلما كان يوم فتح مكة جاء به عثمان-و كان بينهما رضاع-فقال: يا رسول اللّه هذا عبد اللّه قد أقبل تائبا. فأعرض عنه، و الأنصاري مطيف به و معه سيفه، فمدّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يده و بايعه، و قال للأنصاري: لقد تلوّمتك‌ [2] أن توفي بنذرك!فقال: هلا أومضت إليّ!فقال صلّى اللّه عليه و سلم:

لا ينبغي لي أن أومض‌ [3] .


[1] العسيف: الأجير.

[2] التلوم: الانتظار و التلبث.

[3] يقال: أومض مض فلان: أي اشار إشارة خفية رمزا أو غمزا.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست