نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 4 صفحه : 224
إنا قد ولينا هذا المقام الذي يضعف اللّه فيه للمحسنين الأجر، و للمسيئين الوزر، و نحن على طريق ما قصدنا له، فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا، فإنها تنقطع من دوننا؛ و رب متمنّ حتفه في أمنيته، اقبلونا ما قبلنا العافية فيكم و قبلناها منكم، و إياكم و لوّا [1] فإن لوّا قد أتعبت من قبلكم، و لن تريح من بعدكم؛ فأسأل اللّه أن يعين كلاّ على كل.
فناداه أعرابي من ناحية المسجد: أيها الخليفة. قال: لست به و لم تبعد فقال: يا أخاه!فقال: أسمعت فقل.
فقال: و اللّه لأن تحسنوا و قد أسأنا خير لكم من أن تسيئوا و قد أحسنّا فإن كان الإحسان لكم فما أحقّكم باستتمامه، و إن كان لنا فما أحقكم بمكافأتنا. رجل من بني عامر بن صعصعة يلقاكم بالعمومة، و يختص إليكم بالخئولة، و قد كثر عياله، و وطئه زمانه، و به فقر، و فيه أجر، و عنده شكر.
فقال عتبة: أستغفر اللّه منكم؛ و أسأله العون عليكم، و قد أمرت لك بغناك؛ فليت إسراعنا إليك يقوم بإبطائنا عنك.
خطبة لعتبة بن أبي سفيان
سعد القصر قال:
وجّه عتبة بن أبي سفيان ابن أخي أبي الأعور السلمي إلى مصر فمنعوه الخراج، فقدم عليهم عتبة فقام خطيبا فقال:
يأهل مصر، قد كنتم تعتذرون لبعض المنع منكم ببعض الجور عليكم؛ فقد وليكم من يقول و يفعل، و يقول؛ فإن رددتم ردّكم بيده، و إن استعصيتم ردّكم بسيفه، ثم رجا في الآخر ما أمّل في الأوّل؛ إن البيعة مشايعة [2] ، فلنا عليكم السمع و الطاعة،
[1] يقال: «إياك و اللوّ فان اللو من الشيطان يريد النهي عن قول المتندم.