نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 4 صفحه : 219
أما بعد، معشر أهل مكة، فإنا سكناها حقبة، و خرجنا عنها رغبة، و لذلك كنا إذا رفعت لنا لهوة بعد لهوة [1] أخذنا أسناها، و نزلنا أعلاها؛ ثم شدخ [2] أمر بين أمرين، فقتلنا و قتلنا؛ فو اللّه ما نزعنا و لا نزع عنا، حتى شرب الدم دما، و أكل اللحم لحما، و قرع العظم عظما؛ فولي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم برسالة اللّه إياه، و اختياره له؛ ثم ولي أبو بكر لسابقته و فضله؛ ثم ولي عمر؛ ثم أجيلت قداح نزعن من شعب [3] حول نبعة، ففاز بحظّها أصلبها و أعتقها، فكنا بعض قداحها؛ ثم شدخ أمر بين أمرين، فقتلنا و قتلنا، فو اللّه ما نزعنا و لا نزع عنا حتى شرب الدم دما، و أكل اللحم لحما، و قرع العظم عظما، و عاد الحرام حلالا، و أسكت كل ذي حسن عن ضرب مهنّد، عركا عركا، و عسفا عسفا، و خزا و نهسا، حتى طابوا عن حقنا نفسا، و اللّه ما أعطوه عن هوادة، و لا رضوا فيه بالقضاء؛ أصبحوا يقولون: حقّنا غلبنا عليه، فجزيناه هذا بهذا، و هذا في هذا.
يا أهل مكة، أنفسكم أنفسكم!و سفهاءكم سفهاءكم!فإن معي سوطا نكالا، و سيفا وبالا ، و كلّ منصوب على أهله. ثم نزل.
خطبة للأحنف بن قيس
قال بعد حمد اللّه و الثناء عليه: يا معشر الأزد و ربيعة، أنتم إخواننا في الدين و شركاؤنا في الصّهر [4] ، و أشقّاؤنا في النسب، و جيراننا في الدار، و يدنا على العدو، و اللّه لأزد البصرة أحبّ إلينا من تميم الكوفة، و لأزد الكوفة أحب إلينا من تميم الشام؛ فإن استشرف شنآنكم و أبي حسد صدوركم، ففي أحلامنا و أموالنا سعة لنا و لكم.
خطبة ليوسف بن عمر
قام خطيبا فقال: اتقوا اللّه عباد اللّه: فكم مؤمّل أملا لا يبلغه، و جامع مالا لا