responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 217

خطبة لعتبة بن مروان بعد فتح الأبلة

حمد اللّه و أثنى عليه، ثم صلى على النبي صلّى اللّه عليه و سلم؛ و قال:

إن الدنيا قد تولّت‌[حذّاء مدبرة]، و قد آذنت أهلها منها بصرم، و إنما بقي منها صبابة كصبابة الإناء يصطبّها صاحبها؛ ألا و إنكم مفارقوها لا محالة، ففارقوها بأحسن ما يحضركم؛ ألا إنّ من العجب أني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن الحجر الضخم يرمى به في شفير جهنم فيهوي في النار سبعين خريفا، و لجهنّم سبعة أبواب، بين كل بابين منها مسيرة خمسمائة عام، و ليأتين عليها ساعة و هي كظيظ [1] بالزحام» ؛ و لقد كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سابع سبعة ما لنا طعام إلا ورق البشام، حتى قرحت أشداقنا؛ فوجدت أنا و سعد بن مالك تمرة فشققتها بيني و بينه نصفين، و ما منا أحد اليوم إلا و هو أمير على مصر و إنه لم يكن نبوة قطّ إلا تناسخت‌ [2] ؛ و أنا أعوذ باللّه أن أكون في نفسي عظيما و في أعين الناس صغيرا.

خطب عمرو بن سعيد الأشدق‌

لما عقد معاوية ليزيد البيعة، قام الناس يخطبون؛ فقال‌[معاوية]لعمرو بن سعيد: قم يا أبا أمية. فقام فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:

أما بعد فإن يزيد بن معاوية أمل تأملونه، و أجل تأمنونه؛ إن استضفتم إلى حلمه وسعكم، و إن احتجتم إلى رأيه أرشدكم، و إن افتقرتم إلى ذات يده أغناكم؛ جذع‌ [3]

قارح‌ [4] ، سوبق فسبق، و موجد فمجد، و قورع فقرع؛ فهو خلف أمير المؤمنين و لا خلف منه.

فقال له معاوية: أوسعت أبا أمية فاجلس.


[1] الكظيظ: الامتلاء.

[2] تناسخت: تداولت.

[3] الجذع: الفرس في سنته الثانية.

[4] القارح: الذي كملت أسنانه.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست