نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 4 صفحه : 177
خوف المضج؛ فهم بين شريد باد، و بين خائف منقمع و ساكت مكعوم [1] ، وداع مخلص، و موجع ثكلان؛ قد أخملتهم التّقيّة، و شملتهم الذلة؛ فهم في بحر أجاج؛ أفواههم ضامرة، و قلوبهم قرحة؛ قد وعظوا حتى ملوا، و قهروا حتى ذلوا؛ و قتلوا حتى قلّوا؛ فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ [2] ، و قراضة الجلمين؛ و اتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يتعظ بكم من بعدكم، و ارفضوها ذميمة، فقد رفضت من كان أشغف بها منكم.
و ليزيد بن معاوية بعد موت أبيه
الحمد للّه الذي ما شاء صنع، من شاء أعطى و من شاء منع، و من شاء خفض و من شاء رفع. إن أمير المؤمنين كان حبلا من حبال اللّه، مدّه ما شاء أن يمده، ثم قطعه حين أراد أن يقطعه؛ و كان دون من قبله، و خيرا مما يأتي بعد، و لا أزكّيه عند ربه و قد صار إليه؛ فإن يعف عنه فبرحمته، و إن يعاقبه فبذنبه؛ و قد وليت بعده الأمر، و لست أعتذر من جهل، و لا أني على طلب علم؛ و على رسلكم [3] إذا كره اللّه شيئا غيره؛ و إذا أحب شيئا يسّره.
و خطبة ليزيد أيضا
الحمد للّه أحمده و أستعينه، و أومن به و أتوكل عليه، و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا؛ من يهد اللّه فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له؛ و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، اصطفاه لوحيه، و اختاره لرسالته، بكتاب فصّله و فضّله، و أعزّه و أكرمه، و نصره و حفظه؛ ضرب فيه الأمثال، و حلّل فيه الحلال و حرّم فيه الحرام و شرع فيه الدين إعذارا و إنذارا: لئلا يكون للناس على اللّه حجّة بعد الرسل، و يكون بلاغا لقوم عابدين.
أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه العظيم الذي ابتدأ الأمور بعلمه و إليه يصير معادها،