نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 3 صفحه : 364
فازداد وجهه تربّدا و اسودّ اسودادا حتى خفته، ثم قال: فمن كان فقيه الشام؟ قلت: مكحول. قال: فما كان مكحول هذا؟قلت: مولى.
فازداد تغيّظا و حنقا؛ ثم قال: فمن كان فقيه الجزيرة؟قلت: ميمون بن مهران.
قال: فما كان؟قلت: مولى.
قال: فتنفس الصعداء، ثم قال: فمن كان فقيه الكوفة؟قلت: فو اللّه لو لا خوفه لقلت: الحكم بن عيينة، و عمار بن أبي سليمان، و لكن رأيت فيه الشر، فقلت:
إبراهيم، و الشعبي. قال: فما كانا؟قلت: عربيان. قال: اللّه أكبر!و سكن جأشه.
و ذكر عمرو بن بحر الجاحظ، في كتاب الموالي و العرب: أن الحجاج لما خرج عليه ابن الأشعث و عبد اللّه بن الجارود، و لقي ما لقي من قراء أهل العراق و كان أكثر من قاتله و خلعه و خرج عليه، الفقهاء و المقاتلة و الموالي من أهل البصرة؛ فلما علم أنهم الجمهور الأكبر و السواد الأعظم، أحب أن يسقط ديوانهم و يفرق جماعتهم حتى لا يتألفوا و لا يتعاقدوا، فأقبل على الموالي و قال: أنتم علوج [1] و عجم، و قراكم أولى بكم.
ففرقهم و فض جمعهم كيف أحب و صيّرهم كيف شاء، و نقش على يد كل رجل منهم اسم البلدة التي وجّهه إليها؛ و كان الذي تولى ذلك منهم رجل من بني سعد بن عجل ابن لجيم، يقال له خراش بن جابر؛ و قال شاعرهم:
و أنت من نقش العجليّ راحته # و فرّ شيخك حتى عاذ بالحكم
يريد: الحكم بن أيوب الثقفي عامل الحجاج على البصرة.
و قال آخر، و هو يعني أهل الكوفة، و قد كان قاضيهم رجلا من الموالي يقال له:
نوح بن درّاج:
إنّ القيامة فيما أحسب اقتربت # إذ كان قاضيكم نوح بن درّاج